بلادي وإن جارت علي عزيزة ***وأهلي وإن ضنوا علي كرام بهذه الوطنية الوقادة يضرب أبو فراس الحمداني صفحا عن وساوس الخيانة حين يظلم المرأ من أهله, فلا يخون ولايبيع وطنه ولايساوم عليه, ومن لحظة الضعف تلك يؤتى العملاء والخونة فيطمعون في شجرة الخلد وملك لايبلى فتهوي بهم أهواؤهم من جنة اللحمة والقبيلة الواحدة إلى ذل الدراهم المعدودة ,ويبوء صاحبها بخسارة الدنيا والدين. فقد حفظ التاريخ قوما لم يساوموا على أرضهم حتى مع جور من يحكمهم. وفي بلدي نقابل فئة نزع الله من قلوب أصحابها الرحمة ومحبة الأوطان فغلبت عليهم شهوة الدنية وباتوا أسرع القوم للبس جلد الأرقم وقلب ظهر المجن. فمرة يقوم أعراب الصحراء بمساومة الدولة على وحدتها والتهديد بمرتزقة تندوف والولاء لحفاة الأقدام ورعاة الإبل ممن كانوا لايحلمون بلبس السروال ولايحسنون الوضوء ,والتيمم عندهم قاعدة عدا عن الشرفاء, وحديثي عن تلك الفئة الأقرب للنفاق الأعرابي ومن هم مردوا على اللؤم وهو فيه خصيصة واستخدموا قضية الوحدة لابتزاز الدولة وهم الكسالى الذين لايستيقظون إلا عند العصر ويريدون مرتبات بلا كد ولاجهد وشغلهم التمدد في الحوانيت ومحادثة نسوة هن أقرب للفيلة منهن للأنوثة واستهلاك ربع إنتاج الشاي الصيني في العالم والترنم بالشعر وهم عن ذكر الرحمن غافلون. ثم برزت فئة أخرى متمزغة بأقصى الشمال ,والخطابي وأحرار الريف منهم براء يلوحون بما يزعمونه علم الجمهورية التي لو منحوها لماتوا جوعا فالأرض لاتنتج سوى الحشيش ولو زرعت بها برتقالا لمنحتك بطيخا فهي ارض أدمنت الحشيش وتلك الفئة المترمكسة والشاذة والتي تهدد باللجوء إلى مليلية إن لم تلبى مطالبهم في العمل. وسبحان الله أجلت النظر في كل بقاع الأرض فلم أجد بلدا يقوم بالتشغيل المباشر للناس سوى بلدي والجميع يود أن يشتغل في حقل الدولة حتى ينام ويترك العمل ولم أجد عاطلا عن العمل أو متظاهرين في بلدان أخرى قرروا اللجوء لبلد آخر لأنهم لم يجدوا عملا ولم يساوموا بلدهم على هويته كما يصنع ثلة من الأفاقين ببلدي. وآخرون قرروا تهديد الدولة باللجوء إلى الجزائر وهؤلاء الحمقى والمغفلين ممن وسوست لهم أنفسهم تلك الأماني فهم كالمستجير من الرمضاء بالنار فمن سيلجؤون لهم لن يرحمهم فأبناؤه اولى بنفطه ومليلية مدينة مغربية مستعمرة والمحتل اصبح يئن من الجوع وقلة العمل . هذه السلوكيات شاذة وتنم عن ضحالة في الفكر وتتحمل الدولة مسؤوليتها في نشوء هذه الجراثيم الخلقية والعاهات النفسية. فاقتصاد الريع والتمييز بين الناس واستمالة النفوس بالمال واعتبار الدولة والعمل بها مظلة الهروب من الجدية والإلتزام وشيوع وظائف الأشباح ثم استمالة الأعراب بالوظا\ف لشراء ولائهم وهم لايستحقون فمن لاولاء له يرمى خارج الصحراء ولنا في موريتانيا وقد فصلت عنوة عن البلد الأم المغرب لو يقطع المغرب عنها الخضر لمات أهلها جوعا وهم دوما يعانون الجوع كون اغلبهم كسالى ولايعمل بها سوى السود القادمون مالي والسينغال والبقية منشغلون بركوب السيارات والتغني بالهول و الشعر ومطارحة النسوان والإنقلابات الموزية ولله في خلقه شؤون. لقد باتت الصرامة مع هؤلاء الخونة فمن اراد اللجوء فليترك ليغادر ومن شاء أن يبيع وطنه يزج به في الغياهب ليربى لقد كنا ومازلنا نملك ما يجعلنا نصبح موظفين اليوم قبل الغد لكن أبي رحمه الله أبى ان يبيع نفسه فقد قاتل المستعمر وحرر مع إخوته الصحراء ولم ينل مقابلا سوى ماناله غيره بعد سنين عجاف.لكن بالمقابل هناك فئة سرطانية متغولة أتت على الأخضر واليابس في البلد أبناؤها ذوي اللثغة الأعجمية يسيطرون على مقدرات البلد والوظائف المهمة وتركوا الدنايا لبقية أبناء الشعب ودفعوا ملايينه للهجرة .. هؤلاء هم من سعى عبر سنين طوال لقتل الوطنية في النفوس فنشأ جيل يسب وطنه فلايحرك ساكنا ويفضل ان يشتري سلعة اجنبية وهو يدرك ان خراب اقتصاد بلده قادم ولكنه ينتقم من أؤلائك المترفين ومن نفسه. لقد ترك أبناء الشعب يقاتلون المستعمر وانفق هؤلاء سحابات ايامهم يدرسون في مدارس الإفرنج وحين استقل البلد تمت تصفية رموز المقاومة وتحييد البقية وتهجير البعض وشراء البعض ليخلو لهم الميدان يرقصون فيه ويستمتعون بمحلات القمار المزاجانية وتباع فيها لحوم العذارى والثيبات السائحات ;والرياضات التي ينتشر فيها الغلمان حيث ياتي الذين سكنهم برد القطبين ليعبثوا في نواسية مقيتة بغلمان الحواري بعاصمة يوسف بن تاشفين. كلا الفريقين أولى بالإجتثات : المساومون على وطنيتهم ومن دبروا أمر تمييعها عبر ستين سنة. وسلكوا في ذلك سبلا شدادا سياحة الفروج المستباحة والإعلام العاهر والمواخير والحانات والتهجيروترك الفسقة دون عقاب. ويظل شعبنا العظيم في معظمه محبا للوطن أرضا وإنسانا يكد ويشقى ولاينتظر شكرا وهم عليها قعود. إن الوطنية هي ولاء للأرض والأمة والتاريخ وليست للأصنام الزائلة والقبائل الفكرية والشخوص العابرة ولن تكون الوطنية فوق الإنتماء للدين فأنبياء كثر غادروا اوطانهم هرب من الطغيان وآبوا إليها منتصرين وقد تركوها ذي قبل مرغمين وحين تقرأ قولهم فهم يتحدثون بحب عن مواطنهم وحزانى على فراقهم لأن الفيصل كان هو الوطن الجديد عقيدة السماء.فقد ورد ذكر الأرض 461 مرة ونسبت لله خمس مرة يورثها من يشاء سبحانه خلقها وفطرها وأحياها ومدّها ودحاها وشقّها وفرشها، وجعلها مستقرًا وبساطًا وقرارًا وكفاتًا ومهادًا وذلولاً، وأنّه سبحانه وتعالى يملكها ويورثها من يشاء من خلقه ومن عباده الصالحين. ونحن إن احببنا أوطاننا فلن نجعلها صنما يعبد من دون الله. قال الأصمعي: (قالت الهند: ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان: الإبل تحن إلى أوطانها، وإن عهدها بعيدًا، والطير إلى وَكْرِه، وإن كان موضعه مجدبًا، والإنسان إلى وطنه، وإن كان غيره أكثر له نفعًا( وقال رحمه الله تعالى أيضًا: (سمعتُ أعرابيًا يقول: إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه إلى ما مضى من زمانه( وقد قيل شعرًا: نقل فؤادك حيثُ شئتَ من الهوى...ما الحبّ إلاّ للحبيب الأول كم منزلٍ يألفه الفتى......وحنينه أبدًا لأول منزلٍ إن عودة الروح من البرزخ في عالم المحشر.وفي الأرض تعود الروح حين يقرر صاحبها الحياة بكرامة, فالوطنية لاتقبل التجزيء ولا أنصاف الحلول أن نكون مغاربة أو لانكون والأرزاق في مستودع الغيب والعمل والكرامة والصحة وغيرها من مقاصد الشريعة مطالب فطرية لكن نيلها ياتي بتدرج وتكاثف لا بالمساومات الرخيصة والتوظيف الحزبي وأنيشعر الناس بسادة العدل وألا أحد يعلو على كلمة الحق وان يترك الناس يختارون من يتولى شؤونهم ويوزع خيرات الأرض عليهم بالعدل والقسطاس المستقيم .
أقدامنا في الأرض وقلوبنا في السماء. لاتنسوا شرف الكلمة قبل حريتها ومع تحياتي للكاتب عبد الرحمن الجميل ووطنيته المنضبطة. مانتوفا 21 -12-2010