ذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) الجمعة أن الحكومة الليبية قررت إغلاق ملف تفجير لوكربي، برغم مساعي السلطات البريطانية والأميركية لفتح تحقيقات جديدة بشأن تفجير الطائرة الأمريكية فوق اسكتلندا قبل 25 عاماً. وقالت الصحيفة إن الحكومة الليبية الجديدة اعتبرت قضية لوكربي "مسألة مغلقة في نظرها وأن الوقت الآن غير مناسب لنبش أحداث الماضي". وأضافت أن هذا التطور يأتي مع إجراء الشرطة البريطانية استفسارات للمرة الأولى في ليبيا في محاولة لاستئناف التحقيق حول تفجير طائرة الخطوط الجوية الأمريكية (بان أميركان) فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، والذي أدى إلى مقتل 270 شخصاً، غالبيتهم من الأمريكيين. ونسبت الصحيفة إلى وزير العدل الليبي، صلاح المرغني، قوله "إن قضية لوكربي تم تسويتها مع نظام القذافي، وأحاول العمل على الوضع الراهن بدلاً من نبش الماضي". وكان نظام الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي دفع 2.16 مليار دولار كتعويضات لعائلات ضحايا تفجير لوكربي في إطار تسوية مقابل رفع العقوبات المفروضة على ليبيا من قبل الأممالمتحدة. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكد الشهر الماضي أن الحكومة الليبية سمحت لمفتشين من الشرطة البريطانية بزيارة طرابلس في إطار التحقيق حول تفجير لوكربي، فيما أبدت الحكومة الأميركية أيضاً اهتماماً جديداً بالقضية. وأضافت، نقلاً عن مسؤولين وصفتهم بالبارزين في الحكومة الليبية، أن دبلوماسيين أميركيين أجروا زيارات منتظمة إلى طرابلس للحصول على إذن لإعادة التحقيق في تفجير لوكربي "غير أن هذه الطموحات من المحتمل أن تواجه الإحباط نظراً لغياب الرغبة من جانب السلطات الليبية لإعادة فتح الجروح القديمة". ونسبت الصحيفة إلى مصدر ليبي وصفته بالمطلع قوله "إن الأميركيين يريدون رفع دعوى قضائية ضد حكومتنا بشأن لوكربي، لكن تم إغلاق هذه القضية ودفع تعويضات لأسر الضحايا الأميركيين، ونحن نعرف أنهم يريدون المزيد من المال من ليبيا ولهذا السبب نتعامل بحذر معهم". وأشارت إلى أن عبدالله السنوسي، مدير المخابرات الليبية السابق في عهد القذافي المسجون في ليبيا، قد يكون الشخص الذي يحمل أسرار قضية لوكربي، وتريد بريطانيا والولايات المتحدة وفي إطار تحقيقات منفصلة مقابلة الرجل الذي وصفه بأنه "الصندوق الأسود لنظام القذافي". ويُعتبر الضابط السابق في الاستخبارات الليبية، عبد الباسط المقرحي، الشخص الوحيد الذي أُدين بتفجير طائرة لوكربي وتوفي العام الماضي بعد مرور ثلاث سنوات على إخلاء السلطات الاسكتلندية سبيله لأسباب إنسانية. وكانت محكمة اسكتلندية في كامب زيست بهولندا أدانت المقرحي عام 2001 بتفجير طائرة الخطوط الجوية الأميركية (بان أميركان) فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988 وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، لكن السلطات الاسكتلندية أخلت سبيله في آب/أغسطس 2009 لأسباب إنسانية بعد إصابته بسرطان البروستاتا وسمحت له بالعودة إلى ليبيا ليموت هناك بعد أن قدّر الأطباء أنه لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر، لكنه توفي في أيار/ مايو 2012.