عبرت اليوم رئاسة الجمهورية عن استغرابها من الحملة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي من أجل مقاطعة الكتاب المرتقب لرئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقي الذي يحمل عنوان "دروس التجربة التونسية". و لم يخف مصدر رسمي من رئاسة الجمهورية ل "التونسية" اندهاشه من الحملة "الممنهجة" لمقاطعة كتاب قبل قراءته مناديا دعاة المقاطعة إلى قراءة الكتاب أولا ومناقشة أفكاره قبل التعليق عليه "خاصة وان كتاب رئيس الجمهورية بصدد التسويق لصورة إيجابية للأنموذج التونسي في التحول الديمقراطي وتحدياته" على حد تعبيره. و بين مصدرنا أن رحلة رئيس الجمهورية إلى فرنسا هي على حسابه الشخصي وهو يتنقل بصفة مسافر عادي ولا تتكفل رئاسة الجمهورية بأي شيء وهذه ليست أول مرة يسافر فيها الرئيس على نفقته الخاصة حين يتعلق الامر بنشاط غير رسميّ. و حول اختيار محمد منصف المرزوقي لدار نشر فرنسية لطباعة كتابه قال مصدرنا انه كان من المفروض أن تتولى دارا نشر تونسية طباعة وتوزيع الكتاب وقد اتفقت دار النشر الفرنسية معهما مبدئيا ولكن تم التراجع بسبب موقفهما السياسي تجاه رئيس الجمهورية و انه في المرحلة الحالية هناك مشروع اتفاق مع دار نشر تونسية أخرى و أضاف في هذا الصدد "ليس لنا أي مشكل مع دور النشر التونسية ورئيس الجمهورية تعامل سابقا معها وهو منفتح على ذلك، ولا يمكن المزايدة مثلما تم في كتابة مقالاته حيث لامه البعض على عدم الكتابة في صحف تونسية وكان رده نشر مقال في جريدة الشعب". و ختم مصدرنا مشيرا إلى أن وجود رئيس مثقف في السلطة في تونس يجب ان يكون مصدر اعتزاز لا مدعاة للانتقاد، داعيا كلّ من يطالب رئيس الجمهورية بضرورة الفصل بين دور المثقف ودور رئيس الجمهورية الى أن يطالع كتابات ومقالات رؤساء وزعماء العالم الذين يكتبون في كبرى الجرائد العالمية مثل فرنسوا هولاند وأوباما وانجيلا ميركل ودافيد كاميرون دون أن نرى أيّ نقد لهم على حد تعبيره. و للتذكير فقد أشار أمس موقع "سي أن أن العربية" إلى انطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل مقاطعة كتاب مرتقب للرئيس محمد منصف المرزوقي بقيادة ناشرين وكتاب يرون في اختيار دار نشر فرنسية "إهانة" لتونس و"نفاقا مستمرا" من الرئيس. وقال الموقع الرسمي لدار "لاديكوفيرت"(الاكتشاف (الفرنسية ان الكتاب الذي يحمل عنوان "دروس التجربة التونسية" سيظهر في الأسواق بداية من شهر أفريل ويبلغ سعره نحو 14 اورو. لكن المشكلة ليست في ما تضمنه الكتاب نفسه من محتوى، ولكن في الظروف التي تحف بتقديمه. وقال معهد العالم العربي الذي يديره وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ إنه سينظم محاضرة يلقيها الرئيس التونسي المؤقت في 12 أفريل حول "مستقبل الثورات العربية." غير أن ناشرين تونسيين نبهوا إلى أن المنظم الحقيقي للمحاضرة لا يعدو أن يكون سوى دار النشر "لا ديكوفيرت" نفسها التي طبعت كتاب المرزوقي حسب ما ذكر بموقع السي ان ان العربية". وفي برنامج المحاضرة المنشور على الصفحة الرسمية لمعهد العالم العربي يظهر اسم فرانسوا جيز، مدير عام دار "لاديكوفيرت" بصفته أحد المنظمين.و هو ما أثار استهجان عدد من الناشرين التونسيين.