في اطار متابعة صفحات الفايس بوك التقطت مسامعي لقطتين من " ساسة الحداثة و الديمقراطية " . الأولى : لقطة من اجتماع في بنزرت للجبهة الشعبية حيث انكشف فيها المستور و اعتبر " الخطيب المفوّه" أن صراعهم مع النهضة صراع وجود و ليس صراع تنافس سياسي! .. بهذه " الوقاحة السياسية " يؤسّس "الخطيب المفوّه" لحالة من " الحرب السياسية " لن تكون أدواتها النقد و الانتخابات .. و إنما العصيان و العنف الثوري لنفي الخصم. فهل تع هذه الجهة خطورة ما يؤسسون له ؟ فضلا عن ادراكهم لحجمهم الحقيقي ؟ حتى يلوّحوا بمعركة وجودية !. الثانية : لقطة "نكتة اليمن" الذي ذكرها السيد الحامدي. حي ث فضح في مداخلته "سخافة السياسي" و انحداره القيمي ليصبح الحوار السياسي في القضايا المركزية للوطن محل تلاعب مفضوح و علني. فيضع شروط معجزة للمشاركة في تحمّل المسؤولية الوطنية، و يدعو بأن لا تُقبل! و إذا قُبلت الشروط سترفض القبول! أي أنهم يلعبون بمصير الوطن و في عرفهم السياسي يجوز ما لا تجوّزه الشرائع و الثقاليد و القوانين.. و إذا استأنسنا بالتحليل النفسي لتفسير هذه الظاهرة، نعلم أن المدرسة التحليلية أرست تصورا جديدا لدور غير واع للعقل يؤثّر في التفكير الواعي. فالقول الخطابي يفترض فيه خاصة في المجال السياسي أن يكون معبّرا حقيقيا عن التفكير الواعي. إلا أن ما ورد في لقطات الفيديو يشير إشارة جليّة إلى أن اللاوعي هو الذي شكّل الخطاب و الممار سة و أن مستوى تحكّم الوعي كان فيه منعدما. و إذا انعدمت قدرة التحكّم فهو تعبير عن حالة لاسوية تحتاج إلى تدخّل المختصّ النفساني ليُخضع القول و القائل إلى معالجة نفسانية حتى يحمي الفرد و المجتمع من الآثار السلبية و إلا تحوّلت إلى عدمية سياسية ، و ما أخشاه أن نكون مقبلين عليها. و أعان الله النهضة و يكفيها فخرا أنها انتصرت عليهم قيميا و هو أعظم الانتصارات و أنفذها في النفوس و العقول ..