أدى الرئيس التركي عبد الله جول أداء مناسك فريضة الحج، وصعد على جبل عرفات. ويعد آداء الرئيس التركي ال11 مناسك الحج، سابقة في تاريخ تركيا، إذ أصبح أول رئيس تركي يؤدي مناسك الحج وهو على رأس منصبه. ورأى الكثير من العلمانيين أن جول قد كسر العرف التركي بأدائه لمناسك الحج، ليبرهن على عزم الحزب الحاكم المضي قدماً في التحرر من القيود العلمانية، وليعود بالأذهان إلى مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا نجم الدين أربكان الذي تم حظر حزبه بتهمة انتهاك العلمانية العام 1998. في المقابل، رأى القنصل العام لتركيا في جدة "فكرت أوزر" أن حج الرئيس جول لا يهدم القيم العلمانية، وأن الأصوات التي تردد ذلك، لا تعرف معنى العلمانية التي تسير عليها تركيا، فتركيا لا تحارب الدين، وأن يكون غل رئيس دولة علمانية فهذا لا يمنع أن يؤدي مناسك الحج. وأضاف "توجد نظم علمانية تحارب الدين مثل الاتحاد السوفياتي سابقاً، ولكن علمانية تركيا تتيح أن يتبنى الشخص اعتقاداً ويعيشه، بيد أن القوانين بعيدة من الدين". وأشار إلى أن تركيا عانت من تطبيق العلمانية تطبيقاً خاطئاً، إذ كان من المحظور أن يؤدي أي مسؤول حكومي شعيرة دينية بصفته الرسمية، حتى جاءت فترة الثمانينات التي شهدت انفتاحاً كبيراً بعودة الأحزاب للبلاد، لتُكسر حدة التطبيق السابق. هذا وقد أدى مناسك الحج في هذا العام 4 من رؤساء الدول، هم الباكستاني ممنون حسين والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز والسوداني عمر البشير والتركي عبدالله غل. ولقي وصول الرئيس التركي على وجه الخصوص اهتماما كبيرا من المتابعين، كونه أول رئيس لتركيا العلمانية . الجدير بالذكر أن أنباء كانت قد ترددت عن تأدية الرئيس الإيراني حسن روحاني مناسك الحج هذا العام عقب الحديث عن دعوة خادم الحرمين الشريفين لروحاني لأداء الحج، دون أن تنفيها أو تؤكدها السلطات في البلدين.