* لا ترتعبي يا تونس...فأنت أكبر من الأفعى..!! سأكتب فهاذي آخر القلاع ، .. سأكتب لأن بي عطش مؤلم للحرية ..سأكتب لأنني أسمعك يا تونس يا بؤبؤ العين كلما أغمض الجفن.. تستصرخين أبنائك و تتسائلين محزونة مذهولة ، ...أفكلكم خائن مجرم عاق ؟؟!! أعرف أن الأفعى البشعة عديدة الرؤس قد بلغت الحديقة...لا تسأليني من فتح لها السور ...فقد كنت أتابع حريم السلطان على التلفاز...و كوكبة الحراس على الأبواب هي من قبائل مختلفة لا نعرف جميعا عناوينهم ... قيل لي إن فيها صناديد أشاوس، أحدهم بألف ...و عليهم بعد الله التكلان ... ---------------------- قد كنت كتبت قبل يوم فقط من أحداث 23 أكتوبر 2013 و محاولة الإنقلاب الجدية و لكن الفاشلة في النهاية هذه التفاعلات أودعتها بعض الأصدقاء القريبين ، و كنت أنوي نشرها : )إنه حقيقة ليحتار المرئ أمام صفاقة بعض الأطراف التي تحسب على المعارضة في طريقة تصرفها السياسوي و نوعية خطابها المراهق الفاشي و رسائل الحقد و الضغينة المنهجي... و إنه ، و أمام التهديدات الإجرامية المستمرة و التصريحات الإنقلابية المباشرة...و على المباشر .. صبحة و عشية ..من قبل أولائك الذين يقدمون أنفسهم رموزا سياسية و معارضة وطنية ...فإني لا ألتفت إليهم و ذلك لسبب بسيط و هو قناعتي ، و على رأي بعض الفلاسفة ,أن محاولة التحاور مع شخص تخلى عن أي منطق أشبه بإعطاء دواء لجثة ...! بل أوجه كلامي إلى السلطة الشرعية ... و لو أني أعلم أن ...لو ..تفتح باب الشيطان ، فإني أقولها بأمانة : إنه قد كان حتما من السيناريوهات الممكنة ، و الشرعية الإنتخابية في أوجها ، أن تبني السلطة الحاكمة إستراتيجية إعلام و تواصل محكمة و بناءة مع الشعب ، بشكل يحترم ذكائه و تطلعاته ، و يحترم خاصة أحلامه في تحقيق أهداف الثورة التي حملته إلى السلطة و أنتخب من أجلها ... نعم أقولها بوضوح إنه كان من الممكن للإئتلاف الحاكم أن يمضي قدما ، اليد في اليد ، بنفس الزخم الذي إعتلى به سدة الحكم على طبق من نفس ثوري ، من أجل محاربة كل أشكال الفساد و محاسبة كل من أجرم في حق البلاد و العباد بدءا برؤوس كبار الأفاعي لعزلها عن الأذى... أعرف أنه سيقال لي بلهجة اليقين ، دونما إبطاء و قبل أن أكمل... و الكلمات لا تزال تتزاحم في صدري ،... و لكن التهديدات جسيمة و حقيقية و التواطئ كبير داخليا و خارجيا.... فأجدني أجيب في داخلي ، أعرف أنهم ربما ينعتون هذا من ضروب المثالية ، و لكن لحنا رائعا لا يمنح نفسه لمزيد من المجادلة سيظل يعزف في صدري ... ... إن كان لك أن تموت ..فمت رجلا ...و مت واقفا ...و فكر في ذكرك بعد الموت ...فالموت مرة واحدة ، و الموت لا قيام و لا تدارك بعده...و إن كان أرعبك الشر و أنت على صهوة فرس.. ، و لم يخطر ببالك سوى أن تركض فرارا و تسابق الريح ذعرا... فأعلم أنه مدركك لا محالة ...فالصبر عند الصدمة الأولى... سأظل أعتقد رغم كل النظريات المخالفة أن المحاسبة الفورية كان من شأنها أن تكسب السلطة علاوة على الشرعية الإنتخابية ، زخما جديا كلمة السر فيه مساندة مطلقة شعبية...و هي شرعية خطرة على أي مساع إنقلابية مستقبلية لأنها ببساطة شديدة الأهمية و المصداقية...بإعتبار أن الملأ حقيقة مل الإجرام و الفساد في البلاد و لأجل ذلك ثار من ثار و جرح من جرح و قتل من قتل ... ... و هذه في إعتقادي الشرعية الواقعية و الحقيقية التي كان من شأنها أن تضعف إستراتيجيا شوكة الإنقلابيين و تحبط مآمراتهم في تخوين و إضعاف السلطة... أما أن نسقط في لعبة الرعب النفسي من عصابة إجرام عالمية و نعظمها في نفوسنا ، و هذا ما إليه يصبون ، فهذا خطأ بين ، و الجواب الواضح له : إن الخوف و جملة التنازلات والحسابات و الموافقات ...و كل المجلدات السياسوية لم تمنع شر المآمرات الكارثية و الحملات المغرضة الماراطونية وسلسلة سيلان دم التونسي في الشوارع المأساوية....فقولوا لي بربكم ماذا ننتظر...؟؟؟!!! ( ...و كان يوم 23 أكتوبر الذي أراد له الإنقلابيون أن يقفز من رزنامة الزمان ...ليكون يوما غير كل الأيام ...و حشدت الحشود...و جيشت الجيوش...و قرعت طبول الحرب ...و تمخض التأريخ ...فولد بالكاد مجموعات فواصل و أصفار ... لقد أثبت هذا اليوم الحزين ...حزن تونس على تعاسة و مستقبل هذي المجموعات ... أن لا حد و لا ضوابط البتة لعصابة الإنقلاب التي أطلت علينا كفحيح أفعى متعددة الرؤوس ... سأظل أعتقد جازمة رغم كل مسرحيات الإنقاذ و نداء العبث ...أن حزبا معارضا حقيقيا يندرج جهده في خدمة تونس و التونسيين ..لا غير.. ، مطروح عليه بإلحاح و جدية أن يصلح ما إعوج و يبادر بالحلول للمشاكل و يعالج الأزمات بشكل أفضل من السلطة الحاكمة و يقف في وجه فساد الحكم بأشكاله في إطار القانون ..و ..و و....و أحيلكم لأدبيات الموضوع... و ذلك حتى يكون حقيقة مؤهلا لممارسة الشأن العام السياسي للبلاد و للتداول السلمي و الدستوري على السلطة ... فيكتسب بذلك ثقة الناس و يجعلهم يفكرون في إنابته عنهم في همومهم و و تطلعاتم و آمالهم و أحلامهم ... في الإنتخابات القادمة ..... فبالله عليكم ... لنقف لحظة صدق و تأمل و تجرد مع أنفسنا ، و نفكر مليا في المواصفات الموضوعية المتعارف عليها في العالم لمفهوم و وظائف حزب معارض لبلاد ما بشكل عام. أما إذا أضفنا إلى كل ما سبق ضرورة إرتقاء حزب معارض لجسامة الحدث الثوري لمجموعة سياسية و الدور التاريخي المناط على عهدته في اللحظات الفارقة لمجتمع سياسي . ...فإن المسؤولية ستكون كذلك تاريخية ...و المحاسبة كاملة سيكفلها قبل أي كان و دون حسابات سياسية .... الأجيال القادمة و التاريخ الجمعي ... فأين ترون أنتم أنفسكم بصدق ....أيها السواد الأعظم من معارضة تونس ؟؟؟ ....تونس التي و إن كانت مكلومة منكم ...شقية بكم ...فإنها ستظل أكبر من غبائكم التاريخي و من هوسكم المرضي بالسلطة !!! أقول لتلك الشرذمة التي لا يمكن مشاهدتها إلا بمجهر طبي متطور الصنع ... و التي تصرخ عبثا صباحا مساءا و أيام العطل ....أنها تمثل التونسيين و الشعب ...لا و ألف لا ....هي لا تمثلني و لا تمثلك ....هي بالكاد تمثل نفسها......و عاش من عرف وزنه و قدره....و جلس دونه ... إنهم ينسون في معادلاتهم الغبية الخرقاء..... كل تونسي و كل تونسية لا إنتماء لهم إلا لتراب هذا الوطن .. الذين سوف لن يسمحوا ، و لو على جثثهم ، أن تفتك تونس ما بعد الثورة بالقوة و العنف .... من قبل عصابة من السارقين الحاقدين المجرمين ....الذين لا تهمهم تونس و لا فقرائها و لا مسقبلها و لا نمائها....و إنما ينتفضون فقط رغبة و أملا في إستعادة عروشهم الضائعة التي عصف بها الثوار... ليعلم هؤلاء الذين تفننوا في أساليب إفتكاك السلطة بوقاحة عز مثيلها و اللذين يرفعون شعار بالإنقلاب لا بالإنتخاب و يدقون طبول الحرب ... أن عليهم أن يغيروا مستشاريهم....و أن يتعاملوا مع معاهد إحصاء مهنية.... و سوف يلقنونهم الحقيقة الصادمة.... إن عددا لا يخطر ببالهم من أبناء هذ الوطن الذين لم تسعفهم ظروف لا علاقة لها بإنتهازية و لا عمالة و لا نذالة لأن ينالهم شرف النضال أيام الجمر و سنوات المنفى ، ....هم اليوم ، و دون تردد....الصف الأمامي و الوقود الصادق .... لثورة تونسية عارمة تقتطع هذه المرة الفاسد من الرموز و العروش....من جذورها.....دون رجعة... أعرف أن هناك للبلاد عقلاء يحاولون منع الكارثة....و إلا...فورب العزة .... فإن أعدادا من التونسيين الشرفاء من كل الحساسيات ، لا يقدر على صفوفهم الخونة و لا يدركها خيالهم القاصر....على أهبة الإستعداد لقصبة جديدة لا تبقي و لا تذر .... شرعية شعبية حقيقية عارمة.....شرعية الثورات التي هي فوق كل القوانين الوضعية ....و أما هذه المرة....فسوف لن تسعهم الطائرات الخاصة للفرار...و لن يكون بوسعهم إدراك ولي نعمتهم... بئسا لهم و لجهالتهم ... إنهم لا يحاولون إذلال النهضة أو الإئتلاف الحاكم فحسب ...و إنما تركيع بلد و شعب بأسره ....و هذا أبعد عليهم منالا من حلمة أذنهم ما دام في تونس رجالا و نساءا أحرارا شرفاءا .... يحيا الوطن حرا مستقلا ...و لا عاش فيه من خاه .. و أمانة عليك يا تونس أن أبدا لا ترتعبي ...فستظلين رغم كل الأعادي ، يقينا ، أكبر من الأفعى ...!!! ألمانيا ، أكتوبر 2013 منى علوي حقوقية مستقلة خبيرة في العلاقات الدولية