إبراهيم بالكيلاني ( النرويج) تخاصم الجمع في الوصف و الموصوف، و التحمت الصفوف ، بين منادي بالخبرة في لف الملفوف و القدرة على الانتقام من المحذوف. فهذا يريده حمارا، يحمل عليه متاع السفر، و يقيه من شر البشر، و لا ضير إن قدم من حضر أو مضر. أما الثاني فيزبد و يعربد و عليه أن لا يكون له صلة بأي معبد و لا مربد، فالحيادية في الاسم و المسمى، فلا أحمد و لا مثنى، و عليك أنت بالصمت و إن نطقت فأنت على الرأي بصمت، و لغزل الوفاق نقضت و عليك أن تتحمّل عبء الفشل و تدفع الضريبة دون ملل أو كلل. فأنا الذي أعرف و أعلم، أما أنت لا أنت. و إن أردت أن تكون أنت أنت فبما أحلم عليك. أتى ثالث على صورة ثان من بعيد و هو منه قريب و حبيب ، جيبهم واحد و قلبهم واحد و رغم ذلك قال أنا بينكم حكم و في التقاضي بينكم علَم. فلا ثالث جمع ما تشتت و رابع ساع فيما تفتّت. و كلهم في غزل الحبيب يتنافسون، و في وصفه يتنازعون و بينما هم في كل واد يهيمون لبس الثاني جبّة الشارع، و أقسمَ بقوة الأنا أن الأنا هو الذي يختار الأنا و إذا ما نطقت الأنا كفرتُ بالأنا و ليست الأنا أنا، و دونكم و الجحيم و تعس الوارد و المورود. فلا وطن بعدي، أما ما كان قبلي فهو ظلي أنا و أنا كنت ظلّه و لا أحد غيري. توجّع الوطن و أنّى أنينا، سمعه الحجر، و بكته الحشرات و النبات و الحيوانات و حتى الحمير بكته!! فيا لجرح وطني و آه من ظلم الوطن .. اعتمر الغضب داخل الوطن، و هو نذير شؤم لمن يحب الوطن، و الأيام قادمات و هي لن تبقي و لا تذر.. و أقسم الوطن، إذا عُدت فلن أبقي و لا أذر ..
ويا لسبات أبا ذر الذي طال، و صيحة عمّار الذي للحق اختار، و لدم حاتم و رضا في الأرض مدرار.. أقسم أنا الشعب إذا ما عُدت إلى الشعب، فسأكون للظهر قاسما، و لبغاة الوطن ماحقا. أقسم بتعداد الحمير الذي ركبه حمير وطني، ستكون أقدام الحمير لهم داعسة ..