بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده للرجل أسرار كتبه حبيب الرباعي / ألمانيا
لو علمت أن الرجل، (الدكتور الصادق شورو) يطيب نفسا إذا ذكر أمام الملإ بأفضل ما يمدح به الرجال لأطلت الحديث عن هذا العملاق في إيمانه وقوة شخصيته، ولكن يسعني أن أقول أن للرجل حظ كبير من اسمه وأن صفاته الخلقية جبلية فيه كشأن الصحابي الجليل المنذر الأشج رضي الله عنه. لقد عشت معه في المعتقل ثم السجن سنة 87 واشتغلنا مع بعض في العمل الإسلامي إلى غاية اعتقاله ( أربعة أيام قبل اعتقاله) ولم أجد في الرجل تذبذبا ولا ارتجاجا في المواقف ولا ترددا في فعل كل خير، ولعلي أسوق في هذا المقام شهادة لأول مرة أقولها ، فقد عبر لي في آخر لقاء معه قبل اعتقاله الأول أنه غير راض على بعض التجاوزات التي قام بها بعض الشباب هنا وهناك، ولا يقبل ذلك. إن شهادتي كأخ وصديق للدكتور شورو لا تزيد الرجل مقاما عند ربه "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ..." فالله سبحانه يعلم من هو هذا الرجل قبل أن يكون شيئا مذكورا. قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} تقدس الله تعالى وتنزل على أن يوقع الابتلاءات على الخلق ليعلم ما كان مجهولا عنده، فعلم الله يتعلق بأعمال الناس بعد أن تقع ويتعلق بها قبل وقوعها فإنها ستقع ويتعلق بعزم الناس على الاستجابة لدعوة التكاليف قوة وضعفا، ومن عدم الاستجابة كفرا وعنادا، فقد بين جل وعلا بهذه الآية أن من حكمة التكاليف أن يظهر أثر علم الله بأحوال الناس وتقدم الحجة عليهم. فالعلم كناية عن إظهار الشيء المعلوم بقطع النظر عن كون إظهاره للغير كما هنا أو للمتكلم (انظر التحرير والتنوير) إن أكثر الناس معرفة بالدكتور الصادق شورو في عالم الشهادة، هم الذين حققوا معه وعذبوه وحاكموه وسجنوه وأمعنوا في إيذائه وبقوا السنوات الطوال يرقبونه ليلا نهارا من أبواب الزنزانات شهودا حقيقيين له وهم يتوهمون أنهم ضده "إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)" فلو أخذتْ أحد من هذا الصنف من الشهود نزعة رجولة وعز بالحق، ليعبر لنا عما رآى وسمع من هذا الرجل المبتلى في وضع واحد لمدة عشرين سنة لكانت شهادة أكثر عمقا وتعبيرا عن معدن هذا الرجل الذي قل نظيره في الوضوح والإنابة إلى الله تعالى واستقامة السلوك وعلو الهمة وصدق المخبر والفداء من أجل نصرة الحق، والحفاظ على أسرار بينه وبين ربه. {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته