شنت إسرائيل عشرات الغارات الجوية على غزة فجر الثلاثاء، غداة وعيد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو برد قاس ضد حركة "حماس" التي حملها مسؤولية قتل ثلاثة إسرائيليين فقدوا الشهر الماضي. شن الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية فجر الثلاثاء على أهداف مختلفة في قطاع غزة بينها مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقال إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة لوكالة فرانس برس إن "طيران الاحتلال الحربي الإسرائيلي من طراز اف 16 نفذ فجر اليوم أكثر من ثلاثين غارة جوية أطلق خلالها أكثر من أربعين صاروخا على كافة مناطق قطاع غزة مثل رفح وخان يونس (جنوب) ومخيم النصيرات ودير البلح (الوسطى) وشمال القطاع بالإضافة إلى مدينة غزة". وتابع البزم أن الغارات "أسفرت عن أضرار جسيمة في المواقع المستهدفة وعدد من المنازل المجاورة من دون أن تسجل إصابات بشرية". واعتبر البزم أن هذه "الغارات العدوانية هي الأعنف على القطاع منذ بدء التصعيد الإسرائيلي قبل أسبوعين". وأفادت مصادر في حماس والجهاد الإسلامي أن "17 موقعا تابعا لكتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي) قد تعرضت للقصف في خان يونس ورفح" في جنوب القطاع ما أدى لوقوع أضرار كبيرة". وكانت إسرائيل عثرت الاثنين على جثث الإسرائيليين الثلاثة الذين فقدوا في الضفة الغربيةالمحتلة منذ 12 حزيران/يونيو، واتهمت حركة حماس بخطفهم وقتلهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "خلال البحث عن ايال يفراح وجلعاد شاعر ونفتالي فرينكيل، عثر الجيش الإسرائيلي على ثلاث جثث قرب الخليل". ولم تتضح حتى الآن كيفية وفاتهم. من جهته، قال نائب وزير الدفاع داني دانون في بيان "شعرت بحزن عميق لدى علمي بمقتل نفتالي فرينكيل وجلعاد شاعير وايال يفراح بأيدي إرهابيي حماس"، داعيا إلى عملية تهدف إلى "القضاء على حماس". وشدد دانون على "إننا لن نتوقف إلا عند تدمير حماس بشكل كامل". وأضاف "يجب هدم منازل الإرهابيين وتدمير مخازن أسلحتهم. مهمتنا لن تكتمل إلا بردع كل المنظمات الإرهابية عن قتل الإسرائيليين". وهدم الجيش الاسرائيلي مساء الاثنين منزلي المشتبه بهما الرئيسيين في عملية خطف الشبان الإسرائيليين، بحسب ما أفاد شهود. وقال الشهود إن منزلي مروان القواسمة وعامر أبو عيشة العضوين في حركة حماس بالخليل قد أزيلا بالمتفجرات. وقبيل إعلان العثور على الجثث، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاثنين حكومته الأمنية المصغرة إلى اجتماع عاجل في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء، وأوردت الإذاعة العامة أن الوزراء سيتخذون قرارات "عملية". وكان الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم يقوم بعمليات تفتيش واسعة في منطقة حلحول التي تبعد حوالي خمسة كيلومترات شمال الخليل. فيما توعدت حركة حماس بأنها ستفتح "أبواب جهنم" على إسرائيل إذا أقدمت على أي تصعيد، وذلك اثر إعلانها العثور على جثث الإسرائيليين الثلاثة المفقودين واتهامها الحركة بقتلهم. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس "إذا أقدم الاحتلال الإسرائيلي على أي تصعيد أو حرب فإن أبواب جهنم ستفتح على المحتلين". وأضاف أبو زهري أن "قصة اختفاء ومقتل المستوطنين الثلاثة تعتمد على الرواية الإسرائيلية فقط وأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يستند لهذه الرواية لتبرير حربه الواسعة ضد شعبنا وضد المقاومة وضد حماس".