تحقيق دام لمدة 8 أشهر : مراسل ( محفوظ شخمان ) البليدة فك لغز موريس أودان..... إعترفات جديدة عن موريس اودان تكشف عن مكان قبره شغلت قضية موريس أودان الساحة السياسية والتاريخ الجزائري و الفرنسي مدة 57 سنة في 11 جوان 1957 أوقفت القواة الفرنسية موريس اودان ليلا في منزله بتهمة إيواء عناصر ناشطة في الحزب الشيوعي الجزائري ، ولد موريس اودان باجة التونسية في 14/02/1957 اب لثلاثة أطفال كان يدرس الرياضيات بجامعة الجزائر ، ناضل في الحزب الشيوعي من أجل تحرير الجزائر وفي نفس ليلة تم توقيفه وحول إلى فيلا في أعالي الأابيار ( بالعاصمة ) للاستنطاق. في تقرير صادر عن الناحية العسكرية العاشرة القسمة العاشرة للمظليين (مرجع رقم 636/col) للعقيد قائد قطاع الجزائر / الساحل بتاريخ 24/06/1957 يعلن عن " فرار " موريس اودان المقبوض عليه أثناء تحويله إلى مركز الأبيار ، في أعالي الجزائر العاصمة لأستجوابه في صباح 22 جوان 1957 ومنذ ذلك التاريخ لم يظهر على موريس أودان أي خبر . كانت هذه بداية جحيم لعائلته و زوجته جوزيت بحيث كرست كل حياتها للبحث عن عنه لزوجها ، أقامت الدنيا و اقعدتها بدون جدوى . في فرنسا ، بعد 1962 ، شكلت قضية موريس أدوان الدليل القاطع للتعذيب الذي كان يقوم به الجيش الفرنسي. تأكد العديد من الشخصيات البارزة في العالم أن موريس اودان قد مات تحت تعذيب اثناء استنطاقه من قبل قوات الإستعمار واصبح موريس أودان رمز الزجر و التعذيب في الجزائر بفضل كتاب " السؤال " لهنري علاق ( مناضل شيوعي ومدير سابق لجريدة " Alger répuplicain " وكتاب " قضية أودان " لفيدال ناكي ( مؤرخ ومناضل شيوعي من اجل إستقلال الجزائر ، أما الجيش الفرنسي فقد استمسك مدة اكثر من خمسين سنة بفكرة الفرار في كتابه " الحقيقة فيما يخص موت موريس أودان " دار النشر إكواتور 2014 يعطى المؤلف جون شارل دينيو تفاصيل أخرى لحظات حياة الرجل مستندا على إعترافات الجنرال بول اسواريس قبل وفاته ، يشرح الكاتب ان الجنرال ماسيو ( Massu ) هو الذي اعطى الأمر لرجاله بقتل موريس اودان ليجعل منه عبرة ، جاء الأمر من ماسو إلى أوسواريس لأخذ اودان على العاصمة ليلا وقتله بالسلاح الأبيض ودفنه في مكان مجهول " حسب إعترافات اوسواريس جثة أودان موجودة في مكان بين زرالدة و القليعة . يقول الشاهد في تصريح الحصري لليوم الذي عثرنا عليه وهو المدعو أبراز مصطفى المدعو " موح جبور " البالغ من العمر 70 سنة و الساكن بعين طاية في تصريح ( سجلناه في فيديو )" كنت أنذاك شابا صغير أرعى ببقرتي الوحيدة في مقبرة بن صالح بقرب واد العلايق بالبليدة ملازم اول يسمى ارجو نتان لاقايار ، وكل المساجين الذين مروا بين أيديه أنهوا مطافهم في مقبرة بن صالح كان يقوم بتعذيبهم حتى الموت ، يأتوا بالميت على المقبرة يحفرون حفرة صغيرة ويشعون فيها دون ردمه كما يفعل عادة ، بعد إبتعاد المظليين عن المقبرة يأتي مصطفى أبراز ليكشف على الميت ليتعرف عليه ويخبر عائلته لدفنه بطريقة تليق بالشهداء . وفي مساء يوم من أيام صيف 1957 ، في نهاية شهر جوان ، راى الشاب مصطفى سيارة عسكرية4 ×4 بها 8 مضليين تتجه نحو المقبرة المذكورة يقول : " انا متأكد أن السيارة و المظليين ليسوا من فوج لاقايارد لا البدلة العسكرية ولا نوع السيارة ، رأيتهم رموا جثة في حفرة كانت موجودة من قبل وذهبوا " اقترب مصطفى من الميت ولاحظ انه غريب عن المنطقة و أن ملابسه تدل على انه فرنسي .الجزائريون الذين يعرفهم في وسطه لا يستطيعون شراء ملابس من دلك النوع وتلك الجودة خلال بحثنا سألنا جوزييت زوجته عن ملابس التي كان يرتديها يوم اختفاءه اجابتنا عن طريق رسالة قصيرة انه كان يرتدي لباسا خفيفا صيفيا .مما يؤكد شك شاهدنا حتى لا ينسى المكان وضع حجرتين مطليتين بالابيض ليتستر على مكان الجثة هدا المكان (المشار اليه )لا يزال خاليا (الدليل على ان هناك جثة مدفونة ) جريدة اليوم أستفسرت عن السؤال :لماذا لم تدل بهده الشهادة من قبل ؟ يرد مصطفى ابراز : - كنت اشاهد في التلفاز اعترافات الجنرال بول اوسواريس فيما يخص هده القضية و عندما سمعته يحدد مكان دفنه (في نواحي القليعة في حفرة كانت موجودة من قبل ) تذكرت الحادثة لأن التواريخ أيضا تتطابق ، لم انس خلال كل هذه الفترة ( 57 سنة ) هذه الحادثة لأني لم أكن أعرف وانا مراهق ، أن الفرنسيين يستطيعون قتل فرنسيين مثلهم ! - جوزيت اودان التي بحثت خلال أكثر من نصف قرن عن قبر زوجها تجد اليوم في هذه الشهادة بداية جادة لتحقيق هدفها . - جمعية موريس اودان التي أنشئت منذ سنوات عديدة ولم تصل لما وصلنا أليه تستطيع اليوم أن تضع اللمسات الأخيرة حتى تطوي الملف نهائيا و إلى الأبد . ومن الجانب الجزائري و الفرنسي ، على الحكومتين ان تقوم بالبحث في أماكن المذكور و القيام بتحاليل الحمض الريبي النووي (ADN) حتى يرتاح موريس اودان إلى الأابد في قبر يليق بنظاله و مواقفه الشجاعة من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة . تلقينا إتصالا من الجمعية تعبر فيها أن شكرها وعرفنها لجريدة اليوم من أجل التحقيق في مقتل موريس أودان ووعدت الجمعية بقدومها لزيارة القبر المدفون فيه الضحية المذكور أعلاه. محفوظ . شخمان