م أمس ولأول مرة الإعلان عن تكوين جمعية "البرباشة" بمنطقة التضامن والمنيهلة. هذه الفئة الاجتماعية الهشة التي تعمل في مجال غير منظم وغير محمي معرضة للمخاطر والآفات والأمراض.. هم 8000 آلاف "برباش" على مستوى كامل الجمهورية وربما أكثر حسب دراسة أعدتها الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، يقتاتون من فرز الفضلات المنزلية بأنواعها المختلفة التي تلقى بالمصبات المراقبة وغير المراقبة.. اليوم هناك سعي لتنظيم هذا القطاع غير المنظم ومحاولة لإدماجه في الحياة الاجتماعية، فقد تم الإعلان ببلدية التضامن المنيهلة عن إطلاق مشروع "إدماج القطاع غير الرسمي في التصرف البلدي للنفايات في تونس" بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ومع بلدية المرسى ووكالة التعاون الفني الألماني (GIZ) والشبكة الإقليمية لتبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بالنفايات الصلبة في بلدان المغرب والمشرق ( Sweep-Net). وقال رئيس النيابة الخصوصية للتضامن أن المشروع سيساعد على الحد من مستوى الفقر لدى البرباشة من خلال العمل على تحسين الدخل والاندماج الاجتماعي، وتحسين الظروف الصحية والاجتماعية والتقليص من النفايات الخطرة خصوصا في الطرقات وإيجاد علاقة أفضل بين البلديات والمواطنين. ويهدف المشروع الذي تموله الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية لتعزيز الإدماج الهيكلي للقطاع غير الرسمي لتحسين ظروف العيش والعمل "للبرباشة" إلى جانب هيكلة وتنظيم القطاع الذي اعتبره مهمشا، وتحسين ظروف عيش"البرباشة" وتأطيرهم وإدماجهم في دورات تكوينية لجمع الفضلات وفرزها بطريقة منظمة وتحسين عملية التصرف في النفايات على مستوى البلديات. 800 برباش في التضامن وحسب رئيس النيابة الخصوصية لبلدية التضامن – المنيهلة، تضم البلدية800 برباش سيتم اختيار 200 عامل منهم لتكوين جمعية باسمهم تدافع عنهم ويتم تمثيلها في الحوارات والنقاشات لطرح مشاكلهم الاجتماعية وإيجاد الحلول، وإنشاء مكتب للتواصل بين الأعوان والبلدية ومختلف المتدخلين، مؤكدا انه بنجاح العملية سيتم تعميمها في باقي ولايات الجمهورية. 8 آلاف برباش وفي نفس السياق تحدثت ليلى البراري إطار بالوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ومكلفة بالتواصل والتكوين عن أهمية المشروع وقالت إن عدد “البرباشة” حسب دراسة أعدتها الوكالة يقدر ب 8000 في كامل الجمهورية وهم من الرجال والنساء يقومون بالبحث في القمامة في الشوارع وفي المصبات العشوائية عن المواد القابلة للرسكلة (الزجاجات والعلب والخبز ومواد أخرى ..) ولاحظت انه قانونيا تعد عملية الفرز من داخل القمامة ممنوعة خاصة ان “البرباشة” يقومون بهذه العملية ويتركون القمامة دون إعادة جمعها، وتشير الإحصائيات إلى ان أكثر من 24 % من جملة النفايات المنزلية قابلة للتثمين والرسكلة، الا انه لا يتم رسكلة سوى 4 % منها حاليا. وبحكم ان عملية النشاط الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص ايجابي يتمثل في تقليص حجم النفايات المودعة بالمصبات لكنه غير منظم وغير مهيكل، لذلك كان من الضروري ان تقوم الوكالة وبصفة تشاركية بالنهوض بهذا القطاع عن طريق تحسين ظروف عيشهم والقيام بحملات تحسيسية والقيام بحملات تلقيح.. وستعقد اجتماعات دورية مع الأعوان للتاطير والتوعية. تحسين التصرف في النفايات وستعمل بلدية التضامن- المنيهلة مع “البرباشة” بعمليتين نموذجيتين في حدائق المنزه و 2 مارس بالتعاون مع جمعية الحي الايكولوجي وجمعية نبراس للتنمية البشرية لتحسين عملية التصرف في النفايات من ناحية وتحسين ظروف عيشهم. يذكر انه وقبل انطلاق المرحلة التقنية للمشروع في ديسمبر ستنطلق حملة تحسيسية موجهة لتوعية المواطنين القاطنين بالأحياء النموذجية لمعرفة احتياجاتهم وتصوراتهم في علاقة بالمشروع وذلك لضمان تعاونهم في عملية الفرز الانتقائي والتعاون مع “البرباشة” الذين سيحملون زيا خاصا وشارات وشعارات معينة.