يبدو ان الصراع بين المترشحين للرئاسة في الدور الثاني قد القى بظلاله على المشهد السياسي الى حد تنفيذ المسيرات الاحتجاجية بعد تكثف »التطاحن« بين ممثلي السبسي والمرزوقي في المنابر الاعلامية، وتبادل الاتهامات بين ساكن قصر قرطاج ورئيس نداء تونس.. وما شهدته مدينتا مدنين وبنقرادان امس يقيم الدليل على تشنج الخطاب وتحرك »المعاول« التي من شأنها ان تثيرمشهدا لعدم الاستقرار، كيف لا والمسيرتان الاحتجاجيتان في بنقردان ومدنين كانتا بالاساس للاحتجاج على المضايقات والتعطيلات التي يعرفها »مهربو البنزين« (باعتبارهم يمارسون تجارة غير مشروعة) تحولت بقدرة قادر الى مسيرة احتجاجية على تصريحات الباجي قايد السبسي التي قيل فيها حسب جماعة حزب المؤتمر من اجل الجمهورية ان الذين صوتوا للمنصف المرزوقي »سلفيون جهاديون«.. وفي رواية اخرى »نهضاويون وسلفيون«. .. مهما يكن، لماذا الاحتجاج في مدنين بالذات وكذلك بن قردان، ومن يقف وراء ذلك؟ هذه الاسئلة على المعنيين بالامر التكفل بالبحث فيها رغم ان الاحتجاجات كانت سلمية وعموما لا يمكن بأية حال من الاحوال ان تتواصل الحملة الانتخابية للمترشحين على هذه الوتيرة لان الصندوق هو الفيصل، ولابد من الكف عن المزايدات السياسية والانتخابية لان الوضع لا يحتمل المزيد خاصة ان المحيط الاقليمي غير مستقر.. فكفانا تجيشا ودفعا نحو المجهول، وكفى اثارة النعرات الجهوية فالطيف السياسي باختلافاته تونسي قلبا وقالبا ولا احد يزايد عن الاخر في المواطنة وحب البلاد.. فكفى محاولات استغلال للنعرات الجهوية.. ودعوات غريبة للانفصال بين الجنوب والشمال.