- تونس – قدّم الحبيب الصيد رئيس الحكومة المكلّف برنامج حكومته اليوم إلى مجلس نواب الشعب للمصادقة عليه بعد مناقشته. ومن جملة ما جاء فيه أنّ إجراءات عاجلة قد قررت من أهمها تمكين المؤسستين الأمنيّة والعسكريّة بالمعدّات اللاّزمة و"الملائمة" بحكم أن قضية "الأمن والإستقرار ومقاومة الإرهاب" من أوكد الأولويات لدى الحكومة. كما أشار إلى النظر "بعين الإعتبار إلى المقدرة الشرائيّة للمواطن والتحكّم في الأسعار ومكافحة "التجارة الموازية" وأردف ممنيا العائلات المعوزة بالترفيع بزيادات في المنحة لهم،ثم قدّم فريق حكومته. وقد كانت تدخلات النواب متنوعة ومتعددة وكان الملفت للنظر فيها مداخلة رئيس كتلة الجبهة الشعبية أحمد الصديق أن وجود وزير الداخلية المعين ناجم الغرسلي غير مؤتمن على الملف الأمني وخاصة ملفات الإغتيالات. أمّا مداخلة النائبة فريدة العبيدي كانت مثمنة لما طُرح من برامج الحكومة، لكنّها أشارت لغياب موضوعات مهمة وخاصة عدم ذكر الإطار الذي ينتزل فيه البرنامج وهو أن تونس تمرّ بثورة وأنها أنجزت دستورا ،وكذلك غفل عن العدالة الإنتقالية وتفعيلها إذ أنه لابد أن تتمّ في الخمس سنوات القادمة، كما أكدت العبيدي على عدم الإشارة إلى الحرّيّات العامّة مشيرة إلى القرار الذي اتخذته الهايكا في حقّ بعض الإذاعات وخاصة قناة الزيتونة، وإلى اعتقال ياسين العيّاري معتبرة ذلك تراجعا في الحريات العامة والفردية. وفي سابقة لم تعهد من قبل قاما عبدالعزيز القطّي وخميس كسيلة بندوة صحفية أعلنا فيها على عدم التصويت لهذه الحكومة معللين ذلك أن هذه الحكومة قد ولدت مشوّهة وكان من المفروض أن الحزب الفائز هو الذي يقدّم مقترحا في تشكيلة الحكومة مع عدم الإعتراض على السيد الصيد وأكّد القطي على إسناد وزارات السيادة التي منحت ل"مستقلين" . وردا على هذه الخطوة التي أقدم عليها النائبان عن نداء تونس قال المدير التنفيذي للحركة بوجمعة الرميلي أن الإنضباط الحزبي مطلوب في مثل هذه الظروف مع حقهما في التعبير عن رأيهما من حيث المبدإ.