توقفت المفاوضات الرسمية في قمة الأممالمتحدة للمناخ بعد وقوع مشاحنات بشأن طبيعة الوثائق التي يجب أن تُعتمد كأساس للمحادثات، ووسط احتجاجات أمام مقر انعقاد المؤتمر في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.
وذكرت تقارير إخبارية أن الاتهام القديم المتجدد من قبل الدول النامية للبلد المضيف، الدنمارك، بأنها تسعى إلى تهميش مخاوفها بشأن المناخ ربما كان هو السبب الحقيقي وراء توقف المفاوضات. في غضون ذلك، تظاهر المئات من الناشطين في مجال البيئة طوال يوم الأربعاء أمام مقر انعقاد القمة، واستعملت الشرطة قنابل الغاز المسيِّل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مركز "بيلا سنتر" حيث ينعقد المؤتمر على مدى أسبوعين متواصلين. وقالت مصادر أمنية إن الشرطة ألقت القبض على أكثر من 240 شخص ممن شاركوا في الاحتجاجات على عدم توصل الوفود المشاركة في القمة بعد إلى صفقة بشأن المناخ، وعلى القيود المفروضة على المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى أماكن انعقاد المحادثات، وبالتالي حرمانهم من حق إيصال أصواتهم إلى صانعي القرار. إصرار الناشطين ومع انضمام الوزراء إلى المحادثات، يوم الأربعاء كان المسؤولون عن تنظيم القمة قد خفَّضوا عدد النشطاء الذين يُسمح لهم بالدخول إلى مقر القمة. لكن بعض النشطاء أصرّوا على الدخول إلى المقر دون الحصول على إذن بذلك.
وشدَّدت قوات الشرطة من الإجراءات الأمنية في العاصمة كوبنهاجن، كما أقامت نقاط تفتيش إضافية على الطرقات والجسور التي تقود إلى مقر انعقاد القمة. وعبَّر المتظاهرون عن غضبهم من عدم إحراز تقدم للتوصل إلى اتفاق جديد حول تخفيض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وقال بعضهم إنهم سيواظبون على السعي لدخول مقر المفاوضات حتى انفضاض أعمال المؤتمر. آمال الفقراء في هذه الاثناء قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إن على الدول الفقيرة أن تتخلى عن آمالها في الحصول على تعهدات مالية فورية من الدول الأكثر غنى لتمويل التعويضات والمشارع البيئية على المدى البعيد. ومع بدء توافد قادة العالم ورؤساء الحكومات إلى مقر انعقاد القمة، تقدمت وزيرة البيئة الدنماركية كوني هيدجار باستقالتها من رئاسة القمة، وحل مكانها رئيس وزراء بلادها، لارس روكي راسموسين.
وقال مصدر حكومي لموفد بي بي سي إلى القمة إن استقالة هيدجار كانت مقررة سلفا وفق اتفاق بين الدول المشاركة قضى بأن يحل محلها راسموسين في الأيام الأخيرة التي تشهد حضور رؤساء الدول والحكومات، والذين ألقى العديد منهم كلمات أمام الوفود المشاركة في المؤتمر. اقتراح زيناوي وكان رئيس الوزراء الأثيوبي، ميليس زيناوي من بين أولئك الذين تحدثوا في جلسة يوم الأربعاء، والتي قدم خلالها تفاصيل اقتراح جديد، جرت صياغته بمساعدة فرنسية، ويرمي إلى ردم الهوة بين وجهات النظر المختلفة والتوصل إلى اتفاقية نهائية بشأن المناخ. وقال زيناوي في معرض تقديمه لاقتراحه: "كلنا يعلم أن أفريقيا لم تسهم عمليا بشيء فيما يتعلق بالاحتباس الحراري، لكنها كانت أول وأكثر من تضرر به." إلا أنه أردف بقوله: "لكننا لسنا هنا كضحايا للماضي، بل يمكننا الآن بناء مستقبل أفضل وأكثر إنصافا وعدلا لنا جميعا." وكان راسموسين قد أبلغ الوفود المشاركة بأن مفاوضات ستبدأ الساعة الواحدة بعد الظهر في قاعة منفصلة لمناقشة نصوص وثائق جديدة كان العاملون في مكتبه قد أعدوها مؤخرا. "غير مقبول" لكن "مجموعة ال 77 زائد الصين" سارعت إلى رفض اقتراح راسموسين، ووصفته بأنه "غير مقبول"، وطلبت بدل ذلك أن تنصب المفاوضات على نص وثيقة كان قد جرى الاتفاق بشأنها خلال المحادثات التي جرت بين الأطراف المعنية المختلفة طوال العام الجاري. بعد ذلك، تم عرض نص الوثيقة الدنماركية على بعض الوفود، لكنها على ما يبدو سُحبت من التداول في نهاية المطالف. وكان رئيس الوزراء البريطاني، جوردن براون، قد أقر في وقت سابق من اليوم بأنه قد يكون من الصعب التوصل إلى اتفاق بشأن المناخ خلال قمة كوبنهاجن. لكنه حذَّر المشاركين في القمة قائلا: "إن لم تتوصلوا إلى اتفاق خلال هذا الأسبوع، فإن الناس سوف يرتابون بشأن ما إذا كان بإمكانكم التوصل أصلا إلى اتفاق على الإطلاق."