شعب اليمن بقي يدفع ثمن هذه الحرب باهظا و ما سجلته من خسائر في الأرواح و المعدات ... وفي الجزء الثالث من سلسلة مقالي الذي يحمل عنوان: كل الأوراق تبعثرت، فإلى أين يسير اليمن ؟ ! سأعرف القراء الكرام بالأوضاع المتردية في اليمن و كيف تزداد تعقيدا . حيث اتجهت الأنظار إلى مأرب و " القوات الشرعية اليمنية " التي تحتشد بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية استعدادا لهجوم منسق صوب العاصمة "صنعاء" فالسيطرة على مأرب تشكل مدخلا رئيسيا لتحرير "صنعاء" من أيدي المتمردين، ما يفتح الطريق عبر الجوف إلى صعدة معقل جماعة الحوثيين. و قد قصف طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية ، تجمعات للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع "صالح"، في بلدتي بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة. واستهدف القصف نقاط تفتيش بالقرب من مقر اللواء 19 مشاة، الذي يسيطر عليه مسلحو الحوثي وصالح . هذا و طالب رئيس المجلس العسكري في مدينة تعز، العميد صادق سرحان، دول التحالف بضرورة تقديم الدعم العسكري للقوات الشرعية اليمنية . من جهة أخرى فان "السعودية " قامت بتوقيع اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية لتقديم مساعدات طبية عاجلة لليمن تتضمن تقديم الرياض 221 مليون دولار لتوفير خدمات صحية شاملة، لكل مناطق ومحافظات اليمن التي شملها القصف . و في نفس الإطار قامت الإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات تقدر بحوالي 10 ملايين من الأشخاص المتضررين من الأزمة في اليمن . وكانت هيئة الهلال الأحمرالاماراتي أطلقت حملة " عونك يا يمن" و بلغت حوالي 13 مليون و 800 درهم وفقا لوكالة الأنباء الاماراتية. أما عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمني فقد قال من خلال كلمة بثت على وسائل الاعلام " إن الحكومة الشرعية تسيطر الآن على معظم المناطق في اليمن ومستمرة في تقدمها. وأضاف أن بلاده تقود حربا ضد "التمدد الإيراني" في المنطقة. و ان الحوثيين يريدون السيطرة على صنعاء باعتبارها رابع عاصمة عربية مهمة بالنسبة إليهم . الرئيس السوداني عبر عن استعداد بلاده لمساعدة اليمنين في شتى المجالات و خاصة في جانب الاغاثة و استقبال جرحى المدنيين و حتى العسكريين في مستشفيات السودان . أما المسلحين الحوثيين وميليشيات صالح كثفوا من دورياتهم في شوارع العاصمة "صنعاء" تحسبا لأية هجمات تشنها القوات الموالية للشرعية في اليمن، و رغم ذلك فان طائرات التحالف الذي تقوده السعودية كثف من ضرباته الموجعة التي استهدفت العربات العسكرية للحوثيين و حلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح. الغريب في هذه الحرب توقف المعلومات و لم يعد هناك صحيفة تمدك بخبر ما . فمن المضحكات المبكيات أن المعلومة الوحيدة التي يمكن الإطلاع عليها فقط بواسطة " الفايس بوك " و للحصول على أية معلومة فبواسطة الإبحار عبر وسائل التواصل الإجتماعي في اليمن و لفترة قصيرة و تعتبر من المصادر الرئيسة للأخبار بعد ما توقفت الصحف عن الصدور بسبب الأزمة. كما أن المواطن اليمني بات يعاني من أجل الحصول على معلومات دقيقة من مصادر إعلامية محلية. بحيث كل الأوراق تبعثرت و اختلطت و لم يبق في اليمن غير مدن تشتم فيها رائحة الأموات ، فلا ماء و لا دواء و لا كهرباء و لا معلومة أو خبر يدلك على ما يجري في هذا البلد العربي الجريح و الغير" سعيد" . إلى أين يسير اليمن يا ترى ؟! رضا سالم الصامت كاتب صحفي بالحوار نت مراسل صحيفة آسيا برس في تونس