بشرى سارة لمتساكني هذه الجهة: إعادة فتح مكتب البريد..    آن غيغين، سفيرة فرنسا : نبني المستقبل معًا من أجل الشباب التونسي والفرنسي    الحماية المدنية: 143 تدخلا لإطفاء حرائق في ال 24 ساعة الأخيرة    عاجل : رجّة أرضية في معتمدية المزونة بسيدي بوزيد    شنوا الأسماك اللي التونسي يحبها برشا وشنيا أسعارها في السوق؟    هل سيستمر البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة..؟    "سيد الحياة والموت".. محاكمة طبيب ألماني قتل مرضاه بشكل مروع تحت ستار الرعاية الطبية    ب33 مليار... ساك يتباع و يحطّم الأرقام القياسية العالمية شنوا حكايتوا ؟    عاجل/ بلاغ هام للترجي الرياضي التونسي..    للتوانسة: تنجموا تعوموا بداية الأسبوع... أما ردّوا بالكم من نهار معين    فظيع/ وفاة شاب إثر تعرضه لصعقة كهربائية..    سيدي حسين: أحكام بالسجن في حق شقيقين تزعما شبكة لترويج الكوكايين    هام/ 10 أطعمة تحسن صحة الأمعاء.. أبرزها الثوم والبصل..    السردين: الحوت الصغير اللي فيه فايدة كبيرة...شنوة منفعتو وقدّاش يلزمك تاكل منّو في الجمعة    عاجل : فيفا يفرض قواعد جديدة لراحة اللاعبين...تعرف عليها    أول رد فعل من رونالدو بعد تعيين جيسوس مدربا للنصر    HONOR تطلق في تونس هاتفها الجديد HONOR X6c    ميتا تخطط لتطوير ذكاء اصطناعي فائق يتجاوز قدرات العقل البشري    أمريكا: ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 131 قتيلا    وزارة الشؤون الاجتماعية: إلغاء إضراب أعوان الشركة التونسية للكهرباء والغاز    النادي البنزرتي: سمير يعقوب "يواصل" .. وفائض طفيف في التقرير المالي    زغوان: جلسة عمل بمقر الولاية حول متابعة وضعية التزود بالماء الصالح للشرب في الجهة    إلغاء إضراب أعوان ''الستاغ''    الإسبانية بادوسا ستغيب عن ملاعب التنس بعد إصابة جديدة في الظهر    من كأس العالم إلى باب الخروج.... هل قرر البلايلي المغادرة فعلا؟    رئيس منظمة إرشاد المستهلك: هاو كيفاه لازم نتعاملو مع الشنڤال    ترامب يهدد روسيا بعقوبات في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا خلال 50 يوما    عاجل/ انقلاب قارب وفقدان 11 شخصا قبالة هذه الجزر..    طقس اليوم الثلاثاء    الفنانة الفرنسية الهايتية نايكا على مسرح الحمامات: سهرة شبابية ممتعة رغم قصر مدة العرض    برنامج الدّورة 66 لمهرجان سوسة الدّولي    رغم تراجع عدد الحوادث: ارتفاع صادم في وفيات الطرقات بتونس خلال 2025... ووزارة الداخلية تطلق خطة إنقاذ على عشر سنوات    عاجل - للتونسيين : تنجم تبعث مشروعك ب0% فوايد! ....تفاصيل مهمة    تلوث الهواء يفتك بالملايين سنويًا: الصحة العالمية تكشف عن أرقام صادمة    في الصيف... هل تعلم ماذا تفعل 10 دقائق داخل السيارة بجسم طفلك؟    علاج جديد للسكري يؤخر ظهور الأعراض لسنوات    بشرى سارة للتونسيين: بدائل لتسهيلات الدفع للراغبين في الاصطياف بالنزل..#خبر_عاجل    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سوريا: حظر تجول في السويداء والجيش يعلن ملاحقة "خارجين عن القانون"    أزمة ديون الجمعيات الرياضية محور جلسة عمل بوزارة الشباب والرياضة    ريال مدريد يضم ألفارو كاريراس: ثاني أغلى مدافع في تاريخ النادي    تاريخ الخيانات السياسية (15)نهاية ملوك إفريقية    مهرجان سوسة الدولي:"مقام العشاق"في الإفتتاح" والرشيدية في الإختتام    ديوان الحبوب يؤكد عدم تسجيل أضرار في الحبوب المجمّعة جراء الأمطار الأخيرة    لحظة مذهلة في مكة: تعامد الشمس على الكعبة وتحديد دقيق للقبلة    شركة نقل تونس: استئناف الجولان على الخط الحديدي تونس-حلق الوادي-المرسى على المسلكين    منوبة: وفاة زوجين وطفلهما في انقلاب شاحنة خضر    القصرين: تقدّم موسم حصاد الحبوب بالجهة بنسبة 76 بالمائة    قبل حفلتها في قرطاج : لطيفة العرفاوي توجه رسالة لجمهورها    حرب على التهريب: حجز بضائع بأكثر من 115 مليار في 6 أشهر فقط!    ب360 مليون؟ أجر نجوى كرم في قرطاج يصدم الفنانين و إدارة المهرجان توضح !    من الكاف إلى دبي: توأم التحدي بيسان وبيلسان يسطع نجمهما في تحدي القراءة العربي!    أيام قرطاج المسرحية: متى يعلن عن موعد الدورة الجديدة ؟    الدورة السادسة لمهرجان الفل والياسمين من 13 الى 16 أوت المقبل بمدينة الحمامات    وزير التربية: قبول الحاصلين على معدل 14 من 20 فما فوق لدخول الإعداديات النموذجية    أعلام من بلادي: عزيزة عثمانة .. أميرة الورع والخير    تاريخ الخيانات السياسية (14): القصر لساكنه..    التوانسة الليلة على موعد مع ''قمر الغزال'': ماتفوّتش الفرصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحزاب المعارضة اليوم نخبوية دورها تكميلي للمشهد وليس تعديليا
نشر في الحوار نت يوم 19 - 11 - 2015

مازل تأثير المعارضة في المشهد السياسي في تونس منقوصا رغم جملة البدائل التي تسعها لتقديمها للرأي العام وللسلطة في محاولة منها لإصلاح الأوضاع بما يتلاءم وطبيعة المرحلة.
وقد عملت المعارضة على تقديم نفسها كبديل إلا أن واقع الساحة فرض نفسه على الجميع ليتأجل معه ظهور معارضة قوية ترقى لمستوى الحل والبديل اليوم وذلك نتيجة البنية التكوينية للأحزاب نفسها.
ورغم التقاء المعارضة على جملة من المحاور المطروحة كرفضها لقانون المصالحة الاقتصادية وغيرها من العناوين الأخرى على غرار مشروع قانون المحكمة الدستورية إلا أنها فشلت في ملء الفراغات التي خلقتها السلطة حيث تميز أداؤها بالضعف هي الأخرى
فراغ حزبي وسياسي متواصل
في رده على سؤال لماذا فشلت المعارضة في ملء الفراغات التي خلفها فشل السلطة في إدارة الشأن العام قال القيادي بحزب التحالف الديمقراطي سفيان مخلوفي " إن الفراغ الحزبي والسياسي في البلاد قائم منذ عقود، وتأكد ذلك بعد 14 جانفي 2011 حيث ما عشناه لا يعدو أن يكون إلا صراعا انتخابيا."
ويضيف المخلوفي" حتى نداء تونس لم يحقق اي حضور سياسي بل هو آلة انتخابية لا أكثر وفشله وتفككه ليس الا دليلا على ان الحركية السياسية لا زالت تراوح مكانها وان الفراغ السياسي في البلاد لازال على حاله."
وبخصوص المعارضة اعتبر المتحدث "ان المعارضة تلتقي حول اغلب المحاور المطروحة مثل الموقف من مشروع قانون المحكمة الدستورية ومشروع قانون المصالحة الاقتصادية أو غيرها من القضايا السياسية أو الاجتماعيةلكن في صف المعارضة هناك من هو قائم على أساس اديولوجي وهناك ما هو قائم على أساس خط سياسي وفكري والمعارضة لا تحتوي فقط على أحزاب بل كذلك على تيارات فكرية وشخصيات وطنية وجهوية وحركات شبابية ( مثل جيل حديد وحركة مانيش مسامح وغيرها....). وتجربة تنسيقية المعارضة (التحالف، التكتل، الجمهوري، التيار، وحركة الشعب) مع بعض الشخصيات الوطنية وهي تجربة إيجابية بالرغم من ارتباطها بمحاور محددة مثل مقاومة قانون المصالحة الاقتصادية او ما نسميه بقانون تبييض الفساد".
إعادة التأسيس
وبين المخلوفي ان هناك طرحين داخل المعارضة اما التوحد في إطار جبهة او العمل على إعادة التأسيس لكيان سياسي جديد يتجاوز الأطر الحزبية القائمة وقياداتها"..ونحن في التحالف الديمقراطي قلنا منذ مدة ان جبهة تحافظ على نفس الأطر الحزبية ونفس القيادات سيجعل من العملية محدودة السقف بمحدودية هذه الأطر وقياداتها وبالتالي لابد من إعادة التأسيس من جديد على أساس برنامج وطني اجتماعي ديمقراطي سيخلق ديناميكية منفتحة تستوعب شرائح واسعة من النشطاء وطنيا وجهويا وذلك لان الناس قد ملت ونفرت الأطر والتجارب والقيادات السابقة."
المعارضة لم تتشكل بعد
من جهته اعتبر رئيس الحزب المغاربي نور الدين الختروشي سواء كانت المعارضة في الوسط او في اليسار فهي لم تتشكل بعد رغم وجودها وهي دون رؤية ولا خط واضح ولا تأثير مباشر في السياسات العامة للحكومة، فمنها من لم يستفق من صدمة انتخابات السنة الفارطة ومازال لم يتحسس طريق نهوضه ومنها من ينتظر مضي سنة على تشكيل الحكومة " ليبدأ “ معارضته ومنها من يبحث عن اندماج مع أحزاب أخرى لإعادة التشكل والحضور".
واعتبر الختروشي ان التوافق بين اكبر الأحزاب المكونة للمشهد وتحالفها الحكومي عقدت من مهمة بقية الأحزاب التي تحولت كلها دون استثناء إلى أحزاب "ميكروسكوبية" رغم عراقة بعضها وهي بعناوينها الحزبية غير قادرة على التأثير في المشهد وهي في نفس الوقت عاجزة على الاندماج لتشكيل طرف وازن كما هي عاجزة او غير معنية اصلا بتشكيل جبهة عمل مشتركة.
أزمة المعارضة هي أزمة فوضى
وبين مدحثنا " أن أزمة المعارضة هي أزمة فوضى وحيرة المجتمع الحزبي في هذه المرحلة الانتقالية التي تتحرك مساراتها بسرعة وأحيانا بفجئية تجاوزت قدرة النخب السياسية على رسم خط واضح والتعامل مع تطوراتها المتدفقة والمتسارعة. وتحالف النداء والنهضة كان عامل تعقيد جديد في أزمة بقية الأطراف فهي فقدت قاطرة النهضة التي كان من المفترض ان تتشكل حولها معارضة نشطة وقوية بعد خروجها من الحكم إلا ان خيار النهضة فاجأ الجميع ومنا من لم يستسيغه ويفهمه الى اليوم".
وختم بالقول "الآن وبقطع النظر عن مآلات أزمة النداء فالثابت ان بقية الأطراف عاجزة اليوم على استغلال تلك الأزمة وتحويلها الى مقوم قوة ذاتي لسبب بسيط ومباشر يتصل بعدم قابليتها للتحول إلى قوة حزبية وازنة تجمع بين الامتداد الأفقي والعمودية فهي أحزاب نخب دورها تكميلي للمشهد وليس تعديليا وحجمها وموقعها ودورها لن يتغير في المدى المنظور بل ان جلها لن ينجح في الفكاك من ديناميكية التحلل الذاتي."
فشل المعارضة ...نسبي
وفي رده على سبب فشل المعارضة قال القيادي بحزب التيار الديمقراطي محمد عمار " ان الفشل و النجاح في المجال السياسي نسبي لكن عند الحديث عن التجربة التونسية وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة نلاحظ جليا أن أسباب عدم ملء الفراغات التي تركتها السلطة تعود إلى ثلاثة أسباب جوهرية."
ورتب عمار أسباب تراجع المعارضة إلى ثلاثة أسباب مباشرة " أولها رغم اختراق "الترويكا" الحاكمة للدستور في عديد المرات وعملها على تمرير مشاريع قوانين مختلفة إلا أن المعارضة أصبحت تقاس بحضورها في البرلمان وهو ما يجعل أن أكثر من 80% من مكونات البرلمان تعد ضمن الأطراف الحاكمة وهي الماسكة بزمام الأمور تحت قبة البرلمان رغم المحاولات الجادة للمعارضة القليلة في فضح عديد الممارسات على غرار قانون المصالح الاقتصادية والمحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء وغيرها من القوانين المصيرية لتونس".
ضعف الأداء
وأضاف عمار ان ثاني الأسباب هو "ان المعارضة التونسية في شكلها الحالي ضعيفة ماديا ولا تجد دعما من مجتمع الأعمال او السفارات الأجنبية وهو ما يجعلها غير قادرة على التعبئة الشعبية مثلما كانت تفعل المعارضة عام 2013 والحاكمة حاليا إضافة الى حالة الإحباط التي يعيشها المواطن التونسي من السياسيين وتواتر المصائب والأحداث المحلية والإقليمية والعالمية."
اما ثالث الأسباب حسب المتحدث فهو" الإعلام و خاصة المرئي منه الذي لا يزال يواصل الهروب الى الامام وإغلاق الباب امام المعارضة لتقديم الحلول والبديل في القضايا الوطنية وخاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والمسائل الاجتماعية حتى يجد الدعم من المشاهد في حين اهتم الإعلام بقضايا وشقوق الحزب الحاكم التي لن تحل مشاكل المواطن التونسي ورغم الظهور المحتشم للمعارضة في الإعلام فقد كان رأيها منحصرا في بعض القضايا الجانبية والتي زادت من اسقاط صورة بعض المعارضين في الحضيض ."
دور الإعلام في خلق التوازنات
وأضاف ان "الكل يعلم تأثير الإعلام المرئي والمال في خلق مشهد سياسي متوازن وهو ما تحوز عليه احزاب السلطة رغم فشلها الذريع في ادارة دواليب الدولة أمام سكوت رهيب من القضاء والنيابة العمومية للتجاوزات والاتهامات الخطيرة للحزب الحاكم والتي وصلت الى قلب نظام الحكم فعندما يتم تطبيق القانون على الجميع بطريقة متساوية ونحترم مؤسسات الدولة ويتم سماع ومناقشة مقترحات المعارضة تحت قبة البرلمان على غرار الإثراء غير الشرعي وتمويلات الاحزاب المشبوهة واحترام سلطة الاعلام العمومية دون التدخل فيها سنشاهد وقتها موازين قوى متعادلة ومعارضة تقدم البديل وبإمكانها ملء الفراغ الحاصل حاليا."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.