وهو كألف رجل يتمتّع بخصائص ومهارات القائد الإستراتيجي ما إن تمّ الإعلان عن تسمية السيّد نجم االدّين الحمروني كمستشار لدى رئيس حكومة السيد الحبيب الصيد في التشكيلة الجديدة مكلفا باليقظة والاستشراف، والتي من المفترض أن يصادق عليها مجلس نواب الشعب يوم الإثنين11 جانفي2016، حتّى تعالت الأصوات مشكّكة في جد وى هذه الخطّة ومرجعين إستحداثها فقط إلى ترضية السيد نجم الدين الحمروني ومن ورائه حركة النهضة لاعتبارين إثنين. أوّلهما انّه كان يشغل خطّة كاتب دولة قبل التحوير الوزاري، وثانيهما أّنّ السيد الحبيب الصيد قرّر حذف هذه الخطّة في التشكيلة الجديدة. ونسى هؤلاء المشكّكين، الذين سمح لهم غباؤهم السياسي والمعرفي بالتهكّم حتّى على تسمية الخطّة "اليقظة والإستشراف" وهي تسمية مختصرة لخطّة "اليقظة الإستراتيجيّة والإستشراف" التي كان شغلها السيد نجم الدين الحمروني طوال فترة تولّي السيد المهدي جمعة رئاسة الحكومة المؤقّتة. ومعلوم أن الإستشراف هو نظام عمل مبرمج للاستجابة للأحداث والتطورات الرئيسية داخل إطار من التخطيط المستقبلي للدولة ، وذلك بهدف تحقيق النجاح في المستقبل..وقد أشرف السيد نجم الدين الحمروني في السابق في صلب رئاسة الحكومة على فريق عمل شمل ثلّة نيّرة ومستنيرة من ذوي الفكر الإستراتيجي والخبراء في مجال الإستراتيجيات والمستقبليات على إعداد دراسات تستشرف المستقبل بعد أن تحدّد الإشكالات والقضايا ذات العلاقة بالحاضر لفهمه لصنع المستقبل كما تريده الحكومة ، أو على الأقل السعى للمشاركة بفعالية فى صنعه. وقد عملت مجموعة السيد نجم الدين الحمروني كخليّة نحل، بالليل والنهار، رغم الصعوبات التي كانت تعوقها لوجستيّا، وغربة بعض افرادها عن عائلاتهم المستقرّة في المهجر وخاصّة في فرنسا والمغرب. ولا بد من التذكير في نهاية هذه العجالة إلى أنّ السيد مهدي جمعة كان قد سلّم السيد الحبيب الصيد عددا من التقارير تتعلق بمجالات مختلفة سياسية واقتصادية و حتى أمنية بهدف تسهيل عملها المستقبلي ومنها وثيقة استراتيجية لمكافحة الارهاب . وهي الوثيقة التي تحدّث الإعلام عن إختفائها مطوّلا بمناسبة العمليّات الإرهابيّة التي جدّت في بلادنا أثناء حكومة الصيد الأولى. وكلّ هذه التقارير البالغة الأهمّية إنّما كان من بين أعمال فريق الخبراء الذي كان يشرف عليه السيد نجم الدين الحمروني في عهد المهدي جمعة. مربط الفرس إذن هو أنّ هذا الرجل هو من رجال المرحلة وهو كألف رجل لأنّه يتمتّع بخصائص ومهارات القائد الإستراتيجي. ومعلوم في هذا الصدد أنّ الدول الضعيفة هى الدول الغافلة عما يحدث حولها وهي الدول التي تترك مستقبلها للمصادفات أو لأطماع الآخرين. لأنها لا تمتلك إستراتيجيا لمواجهة المستقبل بأدوات التخطيط وفق خريطة واضحة المعالم والتضاريس لهذا العالم المتغير وشديد التعقيد. ذلك أنّه في صورة عدم مبادرة الدولة إلى صنع مستقبلها، فإنّه يحدث فراغ يملؤه ويستغلّه أصحاب المصالح فيصنعون لتلك الدولة مستقبلها الذي لا يكون بالتأكيد إلّا مطابقا لمصالحهم هم لا مطابقا لمصلحة الدولة. وهذا من صلب خطّة السيد نجم الدين الحمروني الذي هو جدير بها بالتأكيد، لا بل إنّه أكبر من خطّته ولكن لا ينظر إلى ذلك ويدركه من به حول.