تبا للشيخوخة !! يبدو أني لم أعد قادرا على تتبع فبالأحرى فهم أكثر من قضية واحدة في ذات الآن الواحد. الدليل؟ بسيط جدا. إني أعترف بأن وراء "الخلطة" الجديدة "معلم" خبير جدا في قهر ملكة ترتيب و تصنيف القضايا وعزل كل واحدة على حدة و تيسير الاشتغال الذهني عليها بالسلاسة و الفعالية المرجوتين. فقبل حتى التمكن من استيعاب فضية "وثائق بناما" و قبل أن يتبين الناس ما المطلوب منهم تجاه هكذا فساد. و كيف عليهم ان يتدبروا أمره و تعرف، على الأقل، بعضا من الاسباب التي تدفع بأشخاص من كبار القوم، هم بالمطلق او نسبيا شبه معفيين، أصلا، من دفع الضرائب للخازن الوطني، و محاطين بين الفينة و الأخرى بدلال الإعفاء الضريبي،، يهجرون (بتشديد الجيم و كسره) المليارات من السنتيمات إلى خارج الوطن، حيث لربما يكون المصدر غير المشروع لهذه الأموال و السعي إلى تبييضها،،، هما من بين اهم هذه الاسباب. بل و حتى قبل أن يتدارك الناس أن قضية وثائق بناما تتطلب في معالجتها قدرا من التعقل و الرزانة و رباطة الجأش من قبل الرأي العام الوطني و الفاعلين في تشكيله أكثر من غيرها من القضايا الأخرى،،، ها هو الخبير إياه يستعجلنا بقضية ثانية لا تخلو هي بدورها من خطورة. إنها قضية "الخلافة" و "ضرب رؤوس الرافضين لها" غير أني بخصوص هذه القضية، ذات الشقين، فيما لست معنيا، بالمرة، بالشق الاول منها المتعلق بالخلافة سواء كانت الدعوة إليها ذات بعد قطري او عالمي إسلامي أو ذات بعد يتغيى العالم بأسره، أو المتعلق بمسألة خلافة من على من؟ مكتفيا بتعليق اقول فيه لنفسي مع نفسي : وانا مالي و كل هاذ الشبوقات،،، ما دام الامر يخص العلاقة الافتراضية بين الغالب ب"اسم الله" و المغلوبين من بين "عباد الله"، و ذلك باعتبار اني لست عبدا لأي كان، و كذا باعتبار أن للعالم "آلهته" التي تحمي خرائطه و حدودها،،، فإني، رغم ذلك، قد أرعبني الشق الثاني حيث فكرة "ضرب الرؤوس" أي بالمعنى الصحيح قطعها و فصلها عن الجسد و تعليقها (و لست أدري ماذا أيضا) و ذلك ليس لأن محدثين (بجزم الحاء و فتح الدال) يعيشون الآن بيننا، خلال هذا القرن الواحد و العشرين، يهددوننا بذلك و لو بطريقة ضمنية و خاصة في وقت لم يعد يخفى فيه على الجميع كيف تعيث "داعش" في أعناق الناس نحرا و ذبحا و تنكيلا،،، بل، و هذا هو الأدهى و الأخبث، لأن عمر بن الخطاب (الذي تولى الخلافة خلال الفترة 13 - 23 ه/ 634- 643م) سبق له أن توعد بهذا الضرب، القطع و الفصل من يخالف وصيته بإقامة الخلافة بعد ثلاثة أيام من وفاته. فهل سيطيب لي النوم بعد اليوم أم سوف يكتب علي أن أبقى، دائما، مستيقظا أتحسس موقع رأسي و موضعها إلى أن تنجلي دواعي التزامن بين القضيتين و ينكشف الخبير المعني بهذا التزامن و يأخذ مسار مكافحة الفساد مجراه الطبيعي و يستغفر المتوعد بالشر الله و يقول، هو أيضا، على الأقل لنفسه مع نفسه: "و من عساي أكون حتى أتجاسر على غيري و أبيت في ذهني نية بسط سلطاني عليه، بالحديد و النار، و التحكم فيه ضدا عن إرادته،،،،"،،، إلى حينه، أتمنى للجميع نهاية أسبوع مريحة و أكثر سعادة. *كاتب و باحث من المغرب مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=29186&t=أي ترهيب يتخفى، يا ترى، بين "أوراق بناما" و "ضرب رؤوس المخالفين"؟&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"