سيد زيان ممثل مصري بارز؛ بدأ مساره الفني في ستينيات القرن العشرين ولفت الأنظار في مجال الكوميديا، فشارك في عشرات المسرحيات والأفلام والمسلسلات، وحظي بشهرة واسعة في الوطن العربي رغم قلة أدوار البطولة التي أداها؛ توفي عام 2016. المولد والنشأة ولد الفنان المصري سيد زيان عطية سليمان يوم 10 أبريل/نيسان 1943 في محافظة الشرقية بمصر. الدراسة والتكوين تخرج سيد زيان في مدرسة الميكانيكا وحصل على دبلوم فني هندسة طيران متخصصا في صيانة طائرات سلاح الطيران في الجيش المصري، قبل أن يختار العمل في المجال الفني. التجربة الفنية دشن سيد زيان مساره الفني في ستينيات القرن العشرين ممثلا دراميا في فرقة عسكرية، ثم برع لاحقا في الأدوار الكوميدية مع إحدى فرق الهواة لافتا إليه أنظار أهل المهنة. تعتبر مسرحية "إعلان جواز" أولى تجارب سيد زيان الكوميدية، وشكلت له جسرا مر عبره إلى دور بارز في مسرحية "حركة واحدة أضيعك" لمخرجها الراحل نور الدمرداش. وفي عام 1969 شارك سيد زيان في مسرحية "سيدتي الجميلة" للنجم الراحل فؤاد المهندس وشويكار، فلمع اسمه وصار مطلبا للمنتجين والمخرجين، حيث شارك خلال السنة نفسها في ثلاثة أفلام سينمائية، هي "العتبة جزاز" و"للمتزوجين فقط" و"الحرامي". وعلى الرغم من عدم حصوله على كثير من أدوار البطولة المطلقة، فإن خفة ظل زيان جعلته يتبوأ مكانة عالية لدى المشاهد العربي الذي حفظ طريقة أدائه لبعض المواويل وسط الأفلام، إلى جانب "إفيهاته" التي اشتهر بها. تعززت مكانته بسلسلة مسرحيات برز فيها مثل "بمبه كشر"، و"برغوت في العش الذهبي"، و"زنقة الستات"، و"قصة الحي الغربي"، و"مأساة جميلة" و"المغفلين"، و"سنة مع الشغل اللذيذ"، و"يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت". شارك زيان في مسرحيات أخرى إلى أن قام في الثمانينيات والتسعينيات ببطولة عروض منها "الفهلوي" إخراج السيد راضي، و"أبو زيد" إخراج شاكر عبد اللطيف، و"القشاش" و"العسكري الأخضر" وكلاهما إخراج حسن عبد السلام، و"البراشوت" إخراج عبد الغني زكي. كما اشتهر زيان بأدائه في أفلام سينمائية بارزة من بينها "مدرسة المشاغبين" و"شبح الماضي"، و"العنيد"، و"اللعينة"، و"آنسات وسيدات"، و"أريد حلا"، و"بدون زواج"، و"وكالة البلح"، و"المتسول"، و"عفوا أيها القانون" و"البيه البواب"، و"المزيكاتي". ومن بين الأعمال التلفزيونية التي اشتهر زيان بأدائه فيها مسلسل "الراية البيضا"، و"المال والبنون"، و"عمر بن عبد العزيز"، و"أبيض في أبيض". انقلبت حياة زيان رأسا على عقب عام 2003 بعد إصابته بجلطة جعلته عاجزا عن الكلام والحركة لسنوات طويلة، فغاب عن الأضواء نهائيا. ومع بداية 2012 بدأت حالته الصحية في التحسن، فأصبح بإمكانه تحريك بعض أطرافه والحديث ببضع كلمات، وقالت ابنته إيمان وقتها إن والدها يتبع نظاما علاجيا وغذائيا خاصا لمساعدته على الشفاء من آثار المرض الذي ألم به. سافر زيان في شهر يوليو/تموز 2014 إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، واتجه بعدها إلى الرياض لمتابعة حصص العلاج داخل مستشفى مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الطبية. الوفاة توفي سيد زيان يوم 13 أبريل/نيسان 2016، وكتبت ابنته إيمان في صفحتها على موقع فيسبوك: "البقاء لله، والدي توفاه الله، أسأل الله العلي القدير الرحمن الرحيم أن يدخله الفردوس الأعلى بلا حساب".
