لي صديق من الحي تربينا وكبرنا سويا تغمره روح الفكاهة والدعابة. الضحك والسخرية يرافقان صحوه ومنامه حتى أني كنت أعده جزءا من برنامج المقاومة النفسية التي كنت اخوضها أيام الحصار . وقد أطلقنا عليه نعت الزعيم لأننا كنا دائما خلفه بانتظار ما ينطلق من شفتيه متلهفين للضحك. كان لعادل الزعيم في بيتهم شجرة تفاح وشجرة بوصاع. أثمرت البوصاعة في الربيع والزعيم يتخفف من الصبر عليها ليذوق الفال. بدا لعادل في يوم من الأيام أن هناك كعبة بوصاع نضجت فقطفها وتلمسها فوجدها صلبة لا تصلح للأكل. روحه الفكهة أوحت له أن يعالج كعبة البوصاع ويثبتها في أحد غصون شجرة التفاح ويمضي في حال سبيله. في المساء رجع عادل إلى البيت فوجد أهله متحلقين حول التفاحة وباهتين في المعجزة التي حظيت بها حديقتهم الصغيرة، وأخوه الأكبر علي قائم فيهم خطيبا يعظهم ويذكرهم ويحدثهم عن قدرة الله كيف يخرج البوصاع من التفاح بينما عادل الزعيم يضحك تحت شفتيه بصمت. مر مساء لا ريح فيه والبوصاعة اللقيطة متماسكة حول غصن التفاحة. ومع أول أنسام الفجر مادت التفاحة وتراخت البوصاعة فتداعت وسقطت على الارض. ولما استيقظ القوم في الصباح وجدوا البوصاعة يتحسسها النمل ويلثمها. استشكلوا الامر ثم فهموا من ضحكات الزعيم التي غلبته على أي خدعة ناموا. بعض مفاتيح تأويل القصة هي: شجرة التفاح هي حركة النهضة البوصاعة هي التخريجات الجديدة التي لا نفهم على أي أصل بنيت عادل الزعيم يمثل طاقم المفتين الجدد في الحركة الذين لا يفسرون لنا كيف أخرجوا البوصاع من التفاح علي أخو الزعيم يمثل طاقم البسطاء المؤمنين بالخوارق. عائلة الزعيم هم التبع الذين لا عقل لهم. أما أنا فقد لقحت نفسي من التبعية الساذجة بفضل حكاية الزعيم وحكايات أخرى. بقية الرموز المذكورة في القصة اترك للقراء تاويلها.