إلى الذي استحمر واستبهم ولم يفهم ما معنى أيتام فرنسا واستنكر علينا أن نذمّ العكري التي كانت لنا ملجأ أيام الجمر ولم نلجأ حين لجأنا إلى قطر، ويلومنا على الإحتفاظ بجنسياتنا الأوروبية.. رغم أنّك خصْمي لكن يحزّ في نفسي ويؤلمني أن تبدو لنا هنا على صفحة الفيسبوك وأنت الذي تقارعنا، بصورة ذلك الكائن الأليف الموجود بكثرة في أريافنا و الذي فوق رأسه أذنان طويلة… نحن يا صاحبي نعنِي بأيتام فرنسا أولائك الذين يريدون أن يسلّموا ظهورنا للفرنسيس الغُلف (هل فهمت ما معنى غُلف يا أغلف العقل) ليركبوا علينا ويسوقوننا كما تساق الحمير إلى سقوطهم الحضاري الذي هم في آخر مراحله هذه الأيام على كل المستويات أخلاقية واقتصادية، و خصوصا بعد أن أصبح عقد الزواج عندهم بمصادقة مجلس شيوخهم الشاذ منذ يومين يربط بين رجلين كما يربط أيضا بين امرأتين وبعد أن أصبح يستحقّ السجن بالقانون من ثبت عليه أنّه يزدري الشّواذ جنسيا ويعتبرهم مرضى. فالمنبهورون بهم مثلك وبتحضرهم المزيف نسمّيهم أيتام فرنسا وخصوصا أنّهم لا يتوانون في كلّ غصرة تحْدث لهم من الإستنجاد بهم وطلب المعونة منهم قائلين: “ كيف تنسون مستعمرتكم المدلّلة تونس… إنّ الإسلاميين الذين تقاتلونهم في مالي هم أنفسهم هنا في تونس لا تتركوهم يأسلمون البلاد بعد أن رضينا بحضارتكم دينا وبديمقراطيتكم ربّا، هاتوا عسكركم مع آخر ماعندكم من فنون الديمقراطية وتقليعات الحرّية وأسرعوا قبل فوات الأوان …” ومثل هذه الإستغاثات محفوظة ومسجّلة عليكم يا شرّ الأذناب وأسوأ الدّواب… أمّا لجوءنا إلى فرنسا أيام الجمر وأنا ممّن فعل ذلك، فذلك قدرٌ قضاه ربّنا علينا حين قال لنا ولمن سرْنا على دربهم من قبلنا: “ قل يا عبادي الذين آمنوا إنّ أرضي واسعة فإيّاي فاعبدون” وقد جاز لنا لمّا عذبتمونا و طاردتمونا وطردتمونا ومن أهلنا وأموالنا ووظائفنا أخرجتمونا يا شرّ بني وطننا . أمّا لماذا إلى فرنسا وليس إلى قطر بلاد الإسلام؟ فربّك شاء وهو الحكيم أن ننشر رغم ضعفنا وهمجيتنا وعدم كمالنا التوحيد والحجاب في بلاد العكري ونبني المساجد والمآذن بالمئات فالمدينة التي أقيم فيها، فيها ما يقرب عن سبعين مسجدا ومحدّثك أخطب يوم الجمعة على بعض المنابر باللغتين، لغتي الأصلية ولغة موليير وأفتخر أن اعتَنَق الإسلامَ على يدي شخص واحد وهو الآن ينعم في بحبوحة الإيمان .. وأمّا الجنسيات التي حصلنا عليها ولازلنا نحتفظ بها فهي تأشيرات نضعها في جيوبنا تسهّل حياتنا وعملنا وجهادنا وليست أبدا في قلوبنا، وإن لم تفقه هي مثل البردعة عار على الذي هي فوق ظهره وراحة للذي هو فوقها… فهل فهمت أم إِنَّكَ تستحقّ فعلا بردعة فوق ظهرك !! في الأخيرأتوقّع أن تصيبك اليوم أزمة قلبية فلن تقارعني بعد هذا أبدا ولا حول ولا قوة إلا بالله .. الإمضاء مقارعك الذي لا يكره الأحمرة : مخلوف