التطبيب، سياسة إرضاء الزبون والسياسة، هي التجارة بالزبائن وكلما اقترب الطبيب من السياسة تحوّل إلى تاجر، بزبائن يشترون "الوهم" على القياس.. دخل المنصف المرزوقي السياسة من محراب "صاحبة الجلالة" وشيء من "الحقوق".. وكثير من الطموح لكن بلا زبائن... ولا سجل تجاري.. استخدم أحدث أدوات التشخيص وأرقى أنواع الوصفات والأدوية لكن "غرفة العمليات" أغلقت دونه فلا هو استطاع أن يفحص زبائنه ولا الزبائن استساغوا وصفاته.. *********** دخل قرطاج... بمفتاح مؤقت خلط عجين "المؤتمر" بزيت "النهضة" وتوابل "الجعفرية" فصارت ترويكا بثلاثة أضلاع أصلها في "بلاد برّا".. وفرعها في تونس تمنى محاكمة رموز النظام القديم فقالوا له : ما كل ما يتمنى المرء يدركه... وصف الباجي ب "العاجز".. وطالبه بالإستقالة ف "جعله" مؤقتا.. و"أخرجه" من قرطاج نعت النهضة ب "التغوّل" في الحكم فأغلقت في وجهه باب القصر.. اعتبر قطار اليسار متأخرا.. فطالبت الجبهة بتقاعده المبكر من الرئاسة *********** بدأ ب "المؤتمر .. من أجل جمهورية وعندما استقامت الجمهورية.. على أنقاض الترويكا قرر أن "يحرّك" المياه المتجمدة بشعب ومواطنين "على سبيل السلفة" وقليل من الساسة "الصغار" ف "تآمر" عليه ما تبقى من "المؤتمر" وتفرّق من حوله "الأعدقاء" ونفره "محترفو الشؤم" وتعطّل "الحراك" .. ولم يبق "للرئيس" سوى بعض الأفكار ... والذكريات والأوجاع .. والأمنيات... *********** من الصعب في السياسة، أن تظلّ دائما في ذات الموقع .. والموقف والمرزوقي جمع الإثنين ببراعة عجيبة : في المهنة........ حكيم في الجامعة...... طبيب سابق لأوانه في المستشفى... "فرويد" المرضى والفقراء في الصحافة.... سياسي متفلسف في المعارضة... لاجئ من دون إقامة.. في السجن...... ضيف غير مبجّل في الحكم....... مؤقت غير دائم في التفاوض.... عنيد وغير مساوم في الحقوق...... شديد ومقاوم في الانتخابات.. مرشح مسبب للصداع في النتائج...... رجل خارج الحسابات.. *********** أن تكون سياسيا .. يعني أن تحسن إدارة تاريخك وسجلك الشخصي..... المرزوقي 3 سنوات على رأس "المؤتمر" 3 سنوات في الحكم الرئيس التونسي الثالث في تاريخ البلاد من بين أفضل 100 مفكر في العالم من بين أكثر من 100 شخصية مؤثرة عالميا كتب 25 كتابا .. وألقى مئات المحاضرات وعندما دخل قرطاج.. أبقوا على قلمه وقرطاسه سحبوا منه خيوط السياسة .. وغرفة صناعة القرار ومعزوفة إدارة الدولة فقضى "فسحته" يتأمل بين.. سقوف القصر وجدرانه يرسم خريطة طريق "الثورة الثانية" لكن بلا ثوار.. ومن دون زعامات... *********** في السياسة، عليك أن تقلل من خصومك، وتكثر من الأصدقاء والمحبين والمرزوقي فعل العكس تماما... فتح جهنم سوريا على تونس قال إنّ الإمارات "عدوّة الثورات العربية"... زار المغرب الأقصى... فأغضب الجزائر.. نوه بقطر.... فأفسد العلاقة بالسعودية والكويت وصف تركيا ب "بؤرة أحلام الربيع العربي" فكشّرت إيران عن أنيابها .. الظاهرة أصلا.. وصف مصر في ظلّ السيسي بأنها "قلعة للفاشية".. ردّ السيسي مستفزّا : أوصيكم خيرا بتونس فعقّب المرزوقي: ضيّعت مصر فلا أنت ناصح ولا أنت أمين اشتعل الفيسبوك .. فاستدعت الخارجية سفيرها والرئيس يتأمل فنجان "الفريق".. قال يا "ولدي" لا تحزن.. فالإنقلاب عليك هو المكتوب يا "ولدي"... *********** السياسة، زواج متعة .. بين الفكرة والمصلحة لكنّها، طلاق بيّن..... بين الحكم والنضال.. قرأ المرزوقي غاندي.. لكنه لم يتعرف على ميكيافيل أحبّ مانديلا............ لكنّه كان بعيدا عن ديغول.. اشتراكي حتى "النخاع الليبرالي".. وليبرالي بنكهة فولتير حاول أن "يسوس" القصر.. "بكيمياء" الحرية.. و"فيزياء" الحقوق و"كاريزما" الطبيب.. وشيء من أخلاق البروتستانت اعتبر التنازل... خيانة.. والتكتيك........ صفاقة.. والمناورة...... حماقة.. قال له خصومه، لقد أفسدت مذاق السياسة !! ظلّ يفكّر في ثورة .. فقد ثوارها "عذريتهم" فلا هو قاوم "اللصوص والحرميّة"... ولا هو استعاد ما تبقى من الثورة... *********** السياسة رصيد مصرفي.. ينمو في البورصات ويتراجع عند الأزمات وبعض الساسة، من ينفق من رصيده في الحكم .. وخارج السلطة والمرزوقي عاش اللحظتين بامتياز وصف ديمقراطية الترويكا ب "القوية" وعندما "تحللت" الترويكا، قال إنها الآن "هشّة" رفض جبهة الإنقاذ.. وطالب بمؤتمر وطني للإنقاذ دعا إلى وحدة وطنية، واعتبر حكومة وحدة وطنية "غلطة سياسية" "ناضل" ضدّ الإسلام السياسي.. وعندما وصلت "النهضة" إلى الحكم، تحالف معها طالب بحرية الصحافة والتعبير لكنه أصدر الكتاب الأسود في الإعلاميين فاسودّت وجوه الصحفيين ضدّه تلبدت الغيوم حول القصر... حاصروه... طاردوه... ناكفوه لكن لم ينجح في البقاء ... رئيسا أو زعيما أو رمزا السياسة في تونس، مشي على الحصى ومن لا يحسن التنقل بين الحصى.. فقد توازنه.. *********** عذابات السياسة، مثل عذابات الحبّ كلما ذاق المرء طعمه، تضاعف حبّه.. وعذابه و"الرئيس المؤقت".. تعذّب بالسياسة.. ظلّ لاجئا بين طنجة... وباريس أودع السجن.. وذاق طعم "الإ نفرادي" رفعته السياسة إلى الحكم... في غفلة وأخرجته من الرئاسة.. في رمشة أعوام يتحالف مع الخصوم.. ويقاطع المقربين حكم ... فوعد... فتردد... ارتعشت الترويكا.. فارتعدت قرطاج قال إنه مهدد بالإنقلاب.. فأعلن الطوارئ وغيّر أمن القصر.. ووسّم جنرالات العسكر استخدم "كارط" القانون و"فيزا" الأمن و"كود" العلاقات لكنّ "الإنقلابيين"، أقسموا.. بأن يخرجوه من القصر... بالصندوق.. مصدر الخبر : جريدة الصريح التونسية a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=29596&t="غاندي" ... المؤقت..&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"