شاب عمره ثمانية عشرة سنة (18) أصيل مدينة المطوية ولاية قابس يدعى بشير نصر، ورغم صغر سنه فقد برع في الإعلامية وهو يعدّ من المدونين العباقرة. وكغيره من الشباب شغله الوضع الصحي المزري الذي تمر به البلاد وخاصة في المناطق الداخلية فأراد أن يعبّر بطريقته على امتعاضه من الوضع حيث قام باختراق موقع وزارة الصحة العمومية وذلك يوم 19 جوان 2016 تاركا رسالة إلى الوزير الأسبق سعيد العايدي كتبها باللّهجة العاميّة التونسيّة مفادها:" نسيتنا...ياخي الزوالي ماعنداش الحق في الصحة".وكانت بعض وسائل الإعلام أعلنت وقتها أن "موقع وزارة الصحة على الأنترنات تعرّض لعملية قرصنة، وترك القراصنة رسالة موجّهة إلى وزير الصحة سعيد العايدي انتقدوا فيها ما اعتبروه تجاهلا و تهميشا للمؤسسات الصحية بالمناطق الداخلية، داعين إيّاه الى الالتفات الى هذه المناطق و العناية بها" ويبدو أن الأعوان العاملين والوزير السابق انزعجوا كثيرا من مثل هذه الطريقة في الإحتجاج وخاصة من شاب في مقتبل العمر اقتدر أن يخترق موقعا لوازارة حساسة. ووفقا لتعليقات ساخرة من بعض رواد شبكات التواصل الإجتماعي الذين اعتبروا :" السيد الوزير السابق تقلق... لا لا لا متفهمونيش بالغالط وتقولوا تقلق على الوضع المزري للمستشفيات خاصة في الجهات الداخلية ... تقلق كيفاش طفل صغير يقلو هكا وكيفاش نجَم يغلب المهندسين الي في الوزارة... هذاك علاش قرر ان يقوم بانجازات عظيمة لفائدة الجنوب" حيث أسرع إلى " إنجاز سهل وبسيط " أن قدّم قضية في الشابّ وألقي عليه القبض وهو الآن موقوف في السجن حتى يحين موعد محاكمته. وقد احتج الأهالي بالمطوية وفي مقدمتهم جمعيات المجتمع المدني منددين بعملية الإيقاف تلك ضمن فعاليات أقيمت هناك وأمام وزارة العدل، وكان من بين الحضور والدة الشاب بشير نصر التي عبرت عن أسفها لإيقاف ابنها الذي أخطأ لصغر سنه في حق الدولة و"هي مثل أمه والولد يغلط في حق أمو" حسب ما أوردته وسائل إعلام إجتماعية على لسانها في شريط مرئيّ. وفي المقابل فإن محامي بشير نصر الأستاذ سمير بن عمر أورد رواية مخالفة حيث قال إن منوبه لم يقم بعملية الإختراق بل بالعكس فقد تفطن إلى قرصان مغربي أراد اختراق موقع الوزارة المذكورة فكان منه أن تصدّى لهذه العملية ونبّه الوزارة لذلك. وإلى أن يقول القضاء كلمته في القضيّة يبقى موضوع الحرية وحدودها في مستوى الإعلام بأنواعه المختلفة.