كتبت على صفحتي لثلاث أشهر خلت (يوم الثاني والعشرين من شهر جويلية الفارط) ما يلي: "تخميني أن هذا الرجل سيصبح رئيس أمريكا القادم لأنه يمثل القطع مع المنظومة الحالية و يستجيب لمشاغل الملايين من الأمريكيين الغاضبين في حين أن منافسته "هيلاري كلينتون" تبدو غير جذابة و تنقصها روح الإنتصار إضافة إلى متاعبها القانونية المرتبطة ببريدها الإلكتروني. المزاج العام للناخب الأمريكي يميزه الغضب و عدم الرضا بالواقع الحالي لأن المستوى المعيشي للكثير من الأمريكيين قد تدهور في السنوات الأخيرة. و كما لم يتوقع الكثير من المحللين خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي و يتوقعون فوز هيلاري كلينتون فأظن أنهم سيخطؤون مرة اخرى فما لاحظته شخصيا من حجم الغضب بين الأمريكيين يدفعني للتكهن بفوز "ترامب" برئاسة أمريكا الخريف القادم ليدخل العالم بذلك مرحلة جديدة مفتوحة على كل الخيارات!" للأسف و بعد صدق هذا الحدس (الذي جادلني فيه الكثير من الأصدقاء الأمريكيين و غير الأمريكيين) هذه بعض الملاحظات السريعة: أ) النتائج تظهر مدى غضب الأمريكيين على الطبقة السياسية. هذا الغضب و التململ هو في كل بلدان العالم و لا يبشر بالخير الكثير من حيث الأمن و الإستقرار و السلم العالمي! ب) رسالة الشعب الأمريكي ليست داخلية فحسب فهي أيضا دعوة لكل السياسيين في العالم أن يتحسسوا جيدا مواقع جلوسهم على الكراسي الدافئة قبل أن تبرد مع أول استحقاق انتخابي قادم. فخيارات "التوافق" و المحاصصة الحزبية و "المصلحة العليا" لن تقنع كثيرا الناخب الغاضب! ج) كثير من الأمريكيين صوتوا ل"ترامب" و هم غير متفقين معه بشأن مواقفه العنصرية ضد النساء أو "اللاطينيين" أو المسلمين و لكنهم يطمحون إلى تغيير المشهد السياسي الذي لم يستجب للكثير من تطلعاتهم د) توقع المزيد من التوترات بسبب سعي إدارة "ترامب" لفتح ملفات الإتفاقات التجارية (مع الصين و المكسيك خاصة) و العسكرية (الإتفاق النووي مع إيران) من جديد ه) تأثر أسواق الصرف العالمية بهذا "الزلزال" الأمريكي مما قد يترجم إلى خسارة بمئات البلايين من الدولارات (كما حصل عقب تصويت البريطانيين لخروج بلادهم من الإتحاد الأوروبي) و) مزيد الدعم للسياسة الإسرائيلية الإستيطانية على حساب الحق الفلسطيني ز) ارتفاع منسوب الكراهية في الداخل ضد الأجانب و المهاجرين و المسلمين ح) توقع مزيد الضغوط على الدول العربية و الإسلامية من "أجل محاربة الإرهاب" و بالخصوص على الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ف"ترامب" و أتباعه من اليمين المتطرف أو المتصهين يكرهون "الإسلام السياسي" بكل تنوعاته و يضعون الجميع في سلة واحدة بل أنهم يعتبرون الدين الإسلامي أصلا هو سبب مشكلة الإرهاب في العالم! ط) لا حل أمام الشعوب العربية و الإسلامية سوى التوحد و نبذ الخلافات المذهبية و العرقية و السياسية أمام تقارب متوقع بين "ترامب" و "بوتن" على حساب مصالح الأمة خاصة في سوريا و فلسطين و غيرهما ي) السياسة الأمريكية تديرها المؤسسات و ليس الأشخاص و برغم حجم الرئيس يبقى ما وضعه الدستور من سلطة في أيادي الكنغرس (السلطة التشريعية) و المحاكم (السلطة القضائية) كافيا للحيلولة دون التحول الفجئي للسياسة الخارجية و الداخلية و لكن التغيير قادم و قد يستغرق أعواما بدل أشهر مصدر الخبر : الحو ا ر نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=29723&t= "ترامب" وجه أمريكا الغاضب&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"