صدر أكثر من تقرير غربي، وعبري وأكثر من شهادة من شخصيات بارزة كلها تؤكد أنّ الكيان الصهيوني إلى زوال خلال العقدين القادمين. لكن أكثر تقرير مثير للجدل ولمخاوف الولاياتالمتحدة وأوروبا وكذلك قادة الكيان الصهيوني هو التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال «سي اي ايه» الذي تضمن معطيات دقيقة قدمت للكونغرس على شكل وثيقة تحذير من تبعات الهجرة العكسية للمستوطنين ولرؤوس الأموال اليهودية، هجرة إلى كل من أمريكا وروسيا ودول أوروبية. وسبق وأن حذر بحث إسرائيلي من عواقب تفكك الكيان كنتيجة حتمية لعدة عوامل منها الفساد والإفراط في استخدام القوة بحق الفلسطينيين وأيضا الأزمات الداخلية السياسية والاجتماعية، والتراجع المحتمل للدعم الغربي، بمعنى أدق أنّ العزلة الدولية أمر وارد وهذا سيؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي. الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي توقع بدوره انهيار الكيان الصهيوني بعد 25 عاما بسبب النمو الديمغرافي للفلسطينيين الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية والمعروفين ب «عرب 48» وبالعودة إلى تقرير ال«سي اي ايه» فإنّ أكثر من مليوني إسرائيلي من بينهم 500 ألف يحملون البطاقة الخضراء أو جواز سفر سوف يتوجهون إلى أمريكا خلال الأعوام ال15 المقبلة»، مضيفا أنّ حوالي مليون و600 ألف إسرائيلي يستعدون للعودة إلى أوطانهم التي كانوا فيها قبل هجرتهم إلى الأراضي المحتلة أي روسيا وأوروبا الشرقية والغرب». وشدد التقرير على أنّ تفاصيله تبعث على فرح وسرور المعارضين للصهيونية مشيرا إلى أنّ المعلومات التي جاءت فيه تبشر بمواجهة إسرائيل نفس مصير نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا ألا وهو الزوال المحتوم. واختتم التقرير بالتأكيد على أنّ المستقبل لم يحدد شيئا عن مصير إسرائيل إلّا أنّ بقاءها يكمن في رغبة النخبة والناس بالبقاء فيها وفي غير هذه الحالة فإنّها ستؤول إلى الزوال». وبنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية توقعاتها على أساس المشهد الراهن وعلى قاعدة المعطيات المتوفرة. ولاحقا صدرت أكثر من دراسة تتحدث عن مؤشرات فعلية تُجمِع كلها على أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه الآن في إسرائيل سيؤدي في النهاية إلى تفكك الكيان وزواله. ودون الإفراط في التوقعات بحسب ما جاء في الدراسات يعيش الكيان الصهيوني أزمات داخلية تنخر الأساس الذي قام عليه، أساس القوة والبطش لتثتبيت بقائه. وحسب بحث إسرائيلي نشر حديثا أدّت عمليات المقاومة الفلسطينية والحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان صيف 2006 إلى إصابة عدد لا يستهان به من الجنود باضطرابات نفسية الأمر الذي هز قيادة الجيش وأجبرها على متابعة حالات الانتحار وتكوين لجنة خاصة في محاولة للتقليل من حدة هذه الظاهرة. المعطيات التي نشرتها مراكز بحث إسرائيلية نقلا عن مصادر طبية عسكرية تشير إلى أنّ الكيان الصهيوني نجح في التقليل من نسبة الانتحار إلى نحو 50 % مما كانت عليه، لكن لا تزال هناك مخاوف من ارتفاع نسبة المصابين باضطرابات نفسية وعادت مسألة ارتفاع نسبة المنتحرين في الجيش الإسرائيلي وارتفاع نسبة المصابين باضطرابات نفسية بما فيها تلك التي طالت عملاء للموساد، إلى الواجهة مجددا مع تسجيل حالات جديدة لم يكشف عنها إلا أمس الأول. وتقول مصادر إسرائيلية أنّ أخطر ما في الأمر أنّ المصابين باضطرابات نفسية ينقادون طوعا للكشف عن معلومات سرية. والأمر لا يقف عند هذا الحد فثمة فساد كبير ينخر مؤسسات الكيان الصهيوني، حيث كشف مؤخرا عن تورط عدد من المسؤولين في قضايا فساد مالي وإداري والأمر قد لا يبدو غريبا طالما أنّ الكيان قام أصلا على السلب والنهب. على صعيد العلاقات الخارجية والدعم الغربي، تقول التقارير إنّ إسرائيل تواجه لأول مرة منذ نشأتها انتقادات حادة، بسبب سياستها الإجرامية ومغالاتها في قتل المدنيين العزل تحت غطاء «الدفاع عن النفس». ولا يبدو أنّ هذه الخدعة ستنطلي مجددا على الرأى العام الدولي، فالكيان أصبح عبءا ثقيلا على الدول التي تدعمه، وأضر بسمعتها وجعلها عرضة للاستهداف. وثمة حقيقة مؤكدة وسط زخم هذه المؤشرات تعترف بها دوائر بحثية إسرائيلية هي أنّ المقاومة نجحت في استنزاف الكيان وإرباكه في جميع المجالات.