أثارت تصريحات نسبتها وسائل إعلام إيرانية للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، اعتبر خلالها أن «إيران هي حامية العالم الإسلامي من إسرائيل»، جدلا كبيرا، قبل أن تسارع الرئاسة التونسية إلى تفنيد هذا الأمر كليا. وكان قائد السبسي استقبل، الجمعة، في قصر قرطاج رضا صالحي أميري، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، حيث رحّب بالمشاركة الإيرانية في معرض تونس الدولي للكتاب وفي مختلف الأنشطة والفعاليات الموازية له، وأبدى ارتياحه من مستوى التعاون بين البلدين في هذا المجال، فيما نوّه أميري بالحركية الثقافية التي تشهدها علاقات التعاون الثنائي. وأكد حرص بلاده على تطوير التبادل الثقافي مع تونس وتعزيز المشاركة المتبادلة في مختلف التظاهرات الثقافية التي تُقام في البلدين، فضلا عن ضرورة الاستفادة من الفرص والإمكانيات المتاحة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وفق بيان أصدرته الرئاسة، واطلعت عليه «القدس العربي». إلا أن وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أكدت أن السبسي اعتبر خلال اللقاء أن إيران هي «الأمل الوحيد للوقوف بوجه إسرائيل، معربا عن أمله بأن تقف جميع الدول العربية والإسلامية إلى جانب إيران في هذه المواجهة». كما أشارت إلى أن قائد السبسي اعتبر أن إيران «دولة كبيرة ذات تراث ثقافي عريق، لذا ينبغي أن تؤدي دورا في المنطقة، معربا عن أسفه لأن إسرائيل والدول الداعمة لها حاولت فرض العزلة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن طهران عادت بنجاح الى الساحة السياسية في المنطقة». وأثارت التصريحات المنسوبة إلى قائد السبسي جدلا كبيرا، قبل أن تسارع الرئاسة التونسية إلى تفنيد الأمر كليا، حيث أكد الناطق باسمها رضا بوقزّي أن اللقاء تناول فقط «علاقات التعاون بين البلدين وأهمية أن تستفيد إيران من فك العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليها لعقود وأن تعمل على التفاعل إيجابيا والانفتاح على محيطها الإقليمي وتحسين علاقاتها بدول الجوار وتوخّي الحوار للمساعدة على التوصل لحلول سلميّة للنزاعات القائمة خاصة في سوريا واليمن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لمواجهة مختلف التحديات، وفي صدارتها مجابهة التطرّف والارهاب». وأثار الخبر جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الباحث سامي براهم على صفحته في موقع «فيسبوك»: «كذبة أفريل (نيسان) هذه السّنة هي كذبة دولة على رئيس دولة، من صُنع وزير ثقافة وإرشاد دينيّ». وكتب أحد المستخدمين معلّقا على براهم «تبقى الحقيقة الأولى أن إيران هي الرادع الأول لإسرائيل»، قبل أن يرد عليه براهم «لو كانت حقيقة أولى لما احتاجت إلى كذبة لتأكيدها». وتمتلك تونس علاقات اقتصادية وثقافية جيدة مع إيران. وكان نائب الرئيس الإيراني مسعود سلطاني زار تونس عام 2015 ووقع مع حكومة الحبيب الصيد سلسلة من الاتفاقيات التي تتعلق بإقامة مشاريع استثمارية وتسهيل الحركة السياحية ومساعدة وكالات السفر على تصميم برامج سياحية مشتركة وتبادل الخبرات والمشاركة في التظاهرات والمعارض، إضافة إلى احداث خط جوي مباشر بين تونسوإيران. وأثارت تلك الاتفاقيات جدلا كبيرا في البلاد، حيث دعا رئيس حزب «تيار المحبة» إلى إلغائها، معتبرا أنها تهدد الأمن القومي للبلاد، فيما اتهم عدد من النشطاء الحكومة ب»تسهيل المد الشيعي»، وهو ما نفته حكومة الصيد في حينه متساءلة «وهل زيارة الأوروبيين أو السياح تسهيل للمد المسيحي؟».