اكد السيد المندوب الجهوي للتربية بسوسة على ان تلاميذ المعاهد هم من اصروا على استقبال رئيس الجمهورية وليس غيرهم ، وبذلك اصبحت مهمة المندوبية والمؤسسات التربوية الضالعة تنحصر في الدعم اللوجستي فقط لا غير ، قرر الاطفال الخروج عنوة واصروا على ذلك ولعلهم هددوا وتوعدوا فما كان من السيد نجيب الزبيدي الا ان استجاب وقدم التسهيلات لتلك الرغبة الجامحة ، ويبدو ان التهمة ستتحول من اخراج التلاميذ عنوة من مدارسهم واقسامهم لتنشيط محافل التصفيق الصفيقة ، الى تهمة اقل خطورة هي الانهيار السريع لإدارة التعليم امام جحافل التلاميذ الهادرة التي اقسمت على استقبال السبسي وتواصت باحدى الحسنيين ، إما الشهادة في سبيل الاستقبال او الوصول الى الركب والالتقاء بمن بعثته العناية الإلهية وفق بعض الروايات . في المحصلة ليس لنا الا التسليم بان الفاجعة وقعت وسيناريو بورقيبة وبن علي تكرر وشعب سبعطاش ديسمبر ابتلع المصيبة باحتساب ، دعونا الان نعرج على الدعاوات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي والتي طالبت بمحاكمة صناع الفضيحة ، هي في الاصل دعاوات سليمة لكنها في غير تربتها ، والا فان الذين يطالبون الأولياء برفع قضية ضد المندوبية ومن شاركها ومن تورط معها بمن فيهم الرئيس وحاشيته ، لا شك انهم على علم بما وقع للأولياء الذين طالبوا بمعاقبة المعلمة التي مارست العنصرية على تلميذة محجبة واذلتها ، نعلم نحن وتعلم تونس باسرها ان الاولياء الذين رفضوا تلقين اولادهم الالحاد انتهوا الى السجن !!! دافعوا عن اولادهم ضد العنصرية فسجنوا ، اذًا ماذا عن الذين سيدافعون عن اولادهم في وجه منظومة كاملة تبدا بالمندوب وتنتهي برئيس الجمهورية ؟
هل تنزل الدولة على العدل وتقتص من بعض نفسها لبعض شعبها ؟ ذلك الحلم ما اجمله ، لا ضير ان نسعى اليه ونموت ونحن نطلبه ، لكن يبدو ان امامنا مسيرة طويلة محفوفة بالتضحيات حتى ندركه .. انهم يقومون بإعادة انتشار رهيبة ، انهم يستردون المواقع التي حررتها الثورة بأسرع مما نتوقع ، انهم يلتهمون المقاومة الحزبية والمقاومة المدنية كما يلتهم الجياع الثريد ، انهم يخوضون جولتهم الاخيرة ، انهم بصدد ملاحقة جيوب المقاومة الشعبية التي تحاول تجميع صفوفها بصعوبة بالغة ، انهم يستردون جل المساحات ، هم الآن على مشارف غرناطة يستعدون لنصب محاكم التفتيش ...هم يفعلون كل شيء ويدركون كل شيء ، هم فقط لا يدركون انهم ليسوا فرناندو ولا ايزابيلا ! و لسنا "بنو الاحمر" ولن نكون .. ذلك ابو عبد الله الصغير ونحن عباد الله الكبار ..