يقوم وزير الصحّة عبد اللّطيف المكّي بمجهودات جبّارة بوصفه قاطرة المعركة ضدّ وباء كورونا، ويتحوّل الرجل باستمرار إلى جبهات ساخنة وخطوط متقدّمة مثل المستشفيات وسائر المؤسّسات المعنيّة مباشرة بالحرب على كورونا، هذا ما يجعله باستمرار عرضة لنيران الفيروس، وتلك من مهامه بل من صميم مهامه لأنّ القائد لا يمكن أن يتراجع دوما إلى خطوط الأمان ويتحاشى خطوط الالتحام، لكن بالمقابل يجب على القائد ومختلف رتب الجيش الأبيض أن يحسنوا توزيع مجهوداتهم ويحافظوا على حيويّة أبدانهم، وتجنّب الإرهاق ما أمكنهم لأنّ دراسات عديدة أكّدت أنّ الإرهاق الحادّ يتسبّب في إرباك المناعة ومن ثمّ يعطي فرصة أكبر للفيروس كي يسيطر على الجسم. ولأنّنا لا ندري متى تضع الحرب أوزارها أصبح لابدّ من خطّة لحماية كتيبة الالتحام المباشر والقادة الميدانيّين، وليس أفضل من أخذ القسط الأوفر من الراحة وحسن التغّذية وتجنّب الإرهاق كأسلحة وقاية متقدّمة، ومن ثمّ التوكّل على الله ومواصلة المعركة بجسد متماسك لا يطوعه الإرهاق ويغري به الفيروس. فأن يعود وزير الصحّة إلى بيته في السّاعة الرابعة صباحا وربّما كان بصدّد إنهاء مهمّة وليس العودة إلى البيت، ثمّ يستيقظ ليباشر عمله الماراتوني المرهق المحفوف بالتعب والمخاطر، ذلك ما لا يطيقه الجسم، وعليه لا مناص من الراحة الضروريّة ولا نعني الراحة الترفيهيّة الكماليّة.. راحة كاستراحة المحارب الذي يستردّ أنفاسه ويحفّز بدنه على المزيد من العطاء والمزيد من الصمود. *نشر المكّي تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جاء فيها: الرجاء إعطاء الفرق الصحية المعطيات الدقيقة: "وجدت فجر هذا اليوم على الساعة الرابعة وأربعين دقيقة فريقا من الإسعاف الطبي الإستعجالي يرتدي ملابس الوقاية في إحدى الأنهج القريبة من شارع رئيسي بالعاصمة فتوقفت لمعرفة السبب وبعد تبادل التحية سألتهم فأخبروني ان المواطن أبلغهم بما يفيد أن عنده أزمة ربو (فدة) ولكن عندما عاينوه وجدوا ان عنده ارتفاعا في درجة الحرارة وكل ما يوجه إلى إمكانية الكوفيد 19 فاضطروا إلى التراجع والنزول إلى الشارع وأبلغوا المركز وبدأوا بارتداء لباس الوقاية ليسعفوه كما يجب. فالرجاء من المواطنين تدقيق المعطيات فيمكنهم مثلا اقتناء مقياس حرار ة و تدقيق في قياس درجة الحرارة لتكون إحدى المعطيات الرئيسية عند كل نداء. ربي يشفيه وشكرا للفريق الصحي". نصرالدين السويلمي