وقتيتها كنّا في السنة السادسة في مدرسة الدولاب بالقصرين.. كانت ثم مسابقات اسمها بين المدارس "تقريب هكا"، ضمن الفقرات ثم مداخلة شعرية.. أصر واحد من التلامذة باش هو الي يقوم عليها.. موش مشكل وافقنا وكان الأمر هكاكا.. الطفُل يعرف اللي أنا مغروم بالشعر وعندي كراس نجمّل فيها في أفضل المقطوعات والقصائد إللي ما همش طوال.. قالي عاوني باش نجمّل مجموعة من الأبيات العاطفية! قتلو راك باش تقدم قصيدة أو أبيات من قصيدة وحدة، ما تجيش قطع متفرقة! قالي لا وركب راسو.. المهم عطيتو الكراس خيّر منها.. ما لقاش فيها برشا، اكثرها ابيات للشافعي وما يقاربه.. نلقاه نسخ ابيات "ليتك تحلو والحياة مريرة.." قتلو هذي راهي لرابعة العدوية تخاطب في ربي سبحانه، ما عندهاش دخل بالعاطفة الي تحب عليها " هذيكا نيتي ما كنتش نعرف"! من كثر ما عجبوه الأبيات قال "آه خسارة" وفسّخهم .. من قوة الفرحة متاعو بالأبيات وبعد غاظاتو كي ما ظهروش عاطفة، وكان يعرف اليوم الي القصيدة لأبي فراس وعاطفية زادة، يمكن كان عندو مڨرون يثوّر علياّ.. وبعد ولّى يمشي مع خوه للمكتبة العمومية "الڨطفي تقريب".. قال لخوه راني نحضر في المسابقة.. المهم جمّل بارشا أبيات، وجاني ڨالي بعد المدرسة نڨعدو شوي باش نوريك، قتلوا شفتهم ماك كل ما تجمل شوي توريني.. كي اصر بقيت معاه... انا نقرأ وهو يخزرلي وبعد قالي، آخي فلانة باش تجي للمسابقة!؟ ڨتلوا وأنا فلانة شنو دخلني بيها!؟ ڨالي لا انت يحترموك ويسمعوا كلامك خاصة المعلم ديما يعلڨ ليك في التعبير الكتابي متاعك في القسم، ولازم تقلهم وتحثهم باش يجو الكل يلزم مدرستنا تغلب وبلا بلا بلا .. وخاصة "هي" تنفع المجموعة متاعتنا ووو.. وليت درت نكلم فيهم ، وكلمت الطفلة الي ڨالي عليها، ڨاتلي لا انا صعيب "نسيت الحُجّة الي جابتها"..ڨلتلها لا عاد والمدرسة ونغلبوهم ولازمنا ومع بعضنا ووو ڨالت باهي تونجي.. باش ما نفوتكمش بالحديث! انا في بالي التعبير الكتابي والإنشاء والشعر ونتناقش انا والمعلم والتلامذة يتفرجوا والي ندبرهم في الليل من عند البّوي نشاغب بيهم المعلم الصباح.. في بالي هذاك يزي!!!!هذاك هو الذكاء!! شوي بعد ما تمت المسابقة والقراية والسيزيام.. وركزت شوي فقت الي الطفل خدم بيّا.. في بالي احترمني على شوي الشعر الي نقول فيهم والعربية والتعبير ودراسة النص وووو.. شوي اضراو محترم فيا البداوة.. تنجم تقول كي هزني وحطني شافني بدويا في المدرسة، ڨالك خليني نخدم بيه.. أي وخدم بيا فعلا....... المهم... جاء اليوم الموعود، وجت الفقرة وبدأ الطفل يلقي ويشبّر في يديه ومتاثر وكل مرة يجيب بيت، وفي عوض الرصافي والا الشابي والا جبران وادباء المهجر، الطفل ثم شكون معاونو، برشا أبيات ما شفتهمش رغم ديما معاه، الولد داخل بالثقيل!!! جميل بثينة وكثير عزة وقيس ليلى...وصل يقول: ركبان مكة والذين اراهم ** يبلون من حر الفؤاد همودا. لويسمعون كما سمعت كلامها** خروا لعزة ركعا وسجودا. الله يعلم لو اردت زيادة** في حب عزة ما وجدت مزيدا. الطفل عمرو 13 سنة يشعر ويبكي وبعد والا يشهق.. مع الابيات لخرانين، وقفو المعلم. بعد نادالو المعلم ويلوم فيه بغش قالو شنو هذا يا "..." الطفل دمعتو هبطت وقالو : سيدي ما يحس بالجرمة كان لعافس عليها... ولاّ المعلم يضحك، ومشى يدور بيه في الساحة.. مشهد بديع، ثم وثم بالتحديد تفهم شنو معناها مربي، قرابة نصف ساعة معاه، حاط يديه على كتفو ويحكي معاه كي صديقو .. وبعد بعثوا للسبالة غسل وجهو..................... في اللحظات هذيكا فهمت الي الطفل كان ضحية موجة عاطفية مبكرة ياسر، كيما فهمت الي انا جيت في الثنية خطفني وكمّل بيا المشهد العاطفي متاعو........ نصرالدين السويلمي