وجوه الدّكتاتوريّة بعضها من بعض لم يكتف السّيسي بمدّ أخيه قيس سعيّد بالمساعدات العينيّة والبشريّة "العسكريّة" لدعمه في جريمته في تونس، بل أرشده إلى الذين يقومون بدعمه، من الإعلاميّين و"الفنّانين" و"المتخصّصين" في "القانون الدّستوري" و"المحلّلين" الذين يحلّلون له الخيانة والجريمة والاعتداء على أحرار البلاد ثمّ على عامّة الشّعب!.. اذكروا كيف كان "النّاس" في القاهرة أو خارجها يقتحمون على الهواء هذه القناة أو تلك، بتهمة تشجيعها لإرهاب الإخوان، وكيف كان ذلك يلقى الدّعم من السّفهاء والسّاقطين!.. سفهاء تونس أكثر انحطاطا من كلّ سفهاء العالم ولذلك مالوا اليوم وبالأمس يبشّعون ما يبشّع الرّئيس البشع ويحسّنون ما يحسّن الرّئيس العاجر على التّحسين!.. إيقاف عامر عيّاد مذيع الزّيتونة، الثّابت على الحقّ، رسالة شبيهة من حيث اختيار الزّمن بالزّيادات التي تفاجئ النّاس في العطلة الصّيفيّة زمن ارتيادهم البحر للاصطياف، فقد جاء خلال نهاية الأسبوع وقت توقّف برنامجه اليوميّ (حصاد 24)... وتوقيف عامر عيّاد ليس لشخصه وإنّما لكلّ من يجرؤ على قول كلمة الحقّ، وابدؤوا المراقبة من اليوم لتطمئنّوا على ثورتكم إذا ما واصل الأحرار الكلام أو لتحزنوا على عليها إذا ما استسلمتم للسّفهاء وخضعتم لأجندات الخونة واكتفيتم بالسكوت!.. إيقاف عامر عيّاد هو محاولة لإصمات أحمد الغيلوفي والحبيب بوعجيلة وجوهر بن مبارك وسمير بن عمر عبدالوهّاب معطر وأبو يعرب المرزوقي وألفة عبيدي وإسلام حمزة وغيرهم من الأحرار!.. إيقاف عامر عيّاد هو تنبيه للزّيتونة كي تقتدي بغيرها فتشمّر عن الأذرع والأفخاذ وتعرّي البطون والآباط وتعدّل اللّغة فتنفّر العائلات التي ظلّت تلجأ إليها خلال السّهرة... وإيقاف عامر هو تنبيه لكلّ القنوات وعلى رأسها حنّبعل وبالخصوص إيمان مذيعتها لاجتناب استدعاء الضّيوف "الثّقال" الذين لا يزالون يصرّون على قول كلمة الحقّ.... وأمّا إيقاف عبداللطيف العلوي – مرّة ثانية بعد أن برّأه القضاء - فهو مكافأة له على التّراجع في الاستقالة من الائتلاف، وهو إلى ذلك محاولة تطويع للقضاء العسكريّ الذي لم يفقه بعد أنّه يقع تحت رداء "القائد الأعلى" خائن القوّات المسلّحة وخائن البلاد، وهو تنبيه إلى أنّ اعتقال الكبار لن يثني الآلة أو يزهّدها في اعتقال الصّغار!.. وأمّا إيقاف الأحرار ومنهم عامر وعبداللّطيف فقد تمّ كما وصفت النّصوص بواسطة "قوّات الأمن"، التي لا يمكن لأمننا الجمهوريّ التّونسيّ الذي بنته الثّورة أن يفخر بها، فهي قوّات إرهاب المواطنين الشّرفاء، وهي تتموضع ضمن جحافل السّفهاء والميليشيا الذين يستعملهم الدّعيّ الظّالم لإذلال التّونسيّين في البلاد... قوّات أمننا التّونسيّة تحترم رؤوس المجتمع وكلّ عناصره دون تمييز وتوقّر القانون وتُعلي الدّستور ولا تتركه عرضة للحمير والأتُن يأكلونه، وتعمل جاهدة على إرضاء الشّعب التّونسيّ الذي منه الأب والأم والأخ والأخت والعمّ والعمّة والخال والخالة والولد!..
الحمار آكل الدّستور بصدد تسريع الصّعود إلى الهاوية، وعلى التّونسيّين الشّرفاء الأحرار الوقوف سدّا منيعا لمنع هذا الصّعود الانحدار وثني عزمه وتأديبه وإرساء الحريّة والكرامة وتثبيتهما إلى الأبد!.. ملاحظة: خطابي موجّه للشّعب التّونسيّ الحرّ، وليس للسّفاء العبيد عمّال الخونة سند الانحدار الأخلاقي في البلاد!..