لجأت الفتيات المنتقبات في الجامعات المصرية إلى الالتفاف على قرار وزير التعليم العالي، حرمانهن من دخول الامتحانات بالنقاب، عبر الكمامات التي تستخدم للوقاية من العدوي بأنفلونزا الخنازير، خصوصا تلك الكبيرة الحجم منها التي تغطي جزءا كبيرا من الفم والأنف، ما أضطر إدارات الكليات للسماح لهن بأداء الامتحانات، التي بدأت السبت. وسبق لوزير التعليم العالي المصري هاني هلال، أن أصدر قرارا إداريا بمنع لبس النقاب في المدن الجامعية المصرية، وحرم المنقبات من دخولها، بيد أنّ محكمة القضاء الاداري ألغت هذا القرار بعدما أقامت طالبتان منتقبتان دعوى قضائية ضده، معتبرة أن النقاب حرية شخصية. ثم لجأ الوزير إلى قرار منع ارتداء النقاب داخل الامتحانات، فقامت حوالي 55 طالبة برفع دعوى ضد قرار الوزير، ولكن محكمة القضاء الإداري أيدت في هذه الحالة القرار بحظر ارتداء النقاب أثناء تأدية الامتحانات، ما دفع الطالبات للتحايل على القرار بلبس الكمامات كبديل للنقاب.
وسبق هذا قيام الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، بحظر ارتداء النقاب في المعاهد الأزهرية للفتيات وفي المدن الجامعية الخاصة بهن، وأثار هذا القرار جدلا واسعا في الأوساط الدينية والشعبية. ورغم تأكيدات شيخ الأزهر وعلمائه بأن النقاب مجرد عادة وليس عبادة، وليس من أصول الدين في شيء، وامتد الجدل ليشمل مؤسسات أخرى من بينها الجامعات، وسط مطالبات لتيارات علمانية وليبرالية بمنع النقاب أيضا داخل المؤسسات الحكومية.
وفي هذا السياق أدت قرابة 200 فتاة منقبة السبت امتحان منتصف العام الدراسي في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وسمحت لهن إدارة الكلية بالكمامات لا سيما وأن وزارة الصحة تنصح بها في الأماكن المغلقة، وهو ما استقبله بعض الأساتذة بالابتسامات، لتحايل الطالبات على قرار منع النقاب في الامتحانات بلبس الكمامات، فى حين رفضت أخريات دخول الامتحان بدون النقاب بعد مناقشات حادة بينهن وبين المشرفين على الامتحان، وسخط بعضهن على وزير التعليم العالي المسؤول عن حرمانهن من الإمتحان، لإرتداءهن للنقاب وهن ينسحبن من لجان الامتحانات باكيات.
وشهدت كليات أخرى مشادات خفيفة ومناقشات بين طلاب من التيار الاسلامي والمشرفين على الامتحانات، بسبب حرمان الطالبات المنقبات- اللاتي لم يحضرن كمامات معهن- من أداء الامتحانات، ما دفع رؤساء الكليات لتحذير الطلاب من التدخل، وإلا يتم حرمانهم من الامتحانات بتهم الشغب، فيما نجح أساتذة ومشرفات في بعض الكليات، باقناع طالبات بخلع النقاب داخل لجان الامتحانات، مؤقتا بدعوى أن "الضرورات تبيح المحظورات"، و"من أضطر فلا ذنب عليه".