نفت السفارة المصرية في روما صحة خبر نشرته صحيفة إيطالية حول قرار لحسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب مصر الوطني لكرة القدم، بأن تقتصر تشكيلة منتخب مصر على "اللاعبين المسلمين الملتزمين دينيا"، مؤكدة على وجود لاعبين في بطولات الكرة ومدربين في المنتخبات "يتبعون أديانا مختلفة". وقال المستشار الإعلامي بسفارة مصر لدى إيطاليا حاتم عبد القادر في تصريحات لوكالة الأنباء الإيطالية "آكي" الجمعة 15-1-2010: إن "الدين ليس من معايير اختيار اللاعبين في المنتخبات المصرية". وأكد عبد القادر "وجود لاعبين في بطولات كرة القدم فضلا عن مدربين في المنتخبات والأندية المصرية ينتمون إلى ديانات مختلفة". وأضاف أن: "الدين لا يعتبر عنصرا من عناصر الاختيار في أي مجال في مصر، سواء في الكرة أو غيرها". ويعد هاني رمزي، نجم دفاع مصر، أبرز اللاعبين المسيحيين في كرة القدم المصرية، وقاد الفراعنة لانتصارات عديدة، حيث شارك في 124 مباراة دولية كواحد من بين 7 مصريين فقط تخطوا حاجز 100 مباراة دولية، بحسب موقع "في الجول" الكروي المصري. ولرمزي دور بارز في حصول المنتخب المصري على كأس الأمم الإفريقية 1998، كما كان أحد المشاركين في كأس العالم 1990، ويعمل حاليا كمدير فني للمنتخب الأوليمبي بعدما كان مدربا عاما لمنتخب الشباب الذي شارك في كأس العالم 2009. وكانت صحيفة "إل سولي 24 أوري" الإيطالية نقلت عن حسن شحاتة، الموجود الآن مع المنتخب المصري المشارك في بطولة كأس أمم إفريقيا، قوله: إن "المهارات الفنية وحدها لا تضمن الانضمام لصفوف المنتخب"، حسبما نسبت إليه في تقرير نشرته الخميس الماضي. الأخلاق والسلوك وبوجه عام اعتبر شحاتة في تصريحات صحفية نشرتها الصحف المحلية الأربعاء 14-1-2010 أن "الأخلاق والسلوك القويم من أهم الأسباب التي تبنى عليها اختياراته" اللاعبين، لكنه لم يتحدث عن اشتراطه أن يكون اللاعب الذي يختاره مسلما متدينا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجيل الحالي من اللاعبين يجمع بينهم التدين والخلق القويم. "الجيل الحالي الذي يضم هذه المجموعة من اللاعبين يجب ألا نضع بينهم أبدا لاعبا بأخلاقيات دون المستوى". وأكد المدير الفني للمنتخب المصري أن "الأيام أثبتت صحة موقفه عندما وقع اختياره على محمد ناجي الملقب بجدو (مهاجم فريق الاتحاد السكندري)"، قائلا إنه: "لم يكتف بمتابعة لعبه بالمباريات فقط"، بل قام بالسؤال عن سلوكياته وأخلاقياته، وعندما تأكد أنه لاعب ملتزم ومؤدب لم يتردد لحظة واحدة في ضمه للمنتخب الوطني. وأضاف: "أسعى دائما لأن يكون لاعبو المنتخب على علاقة طيبة بربهم، ويكفي أن أقول إن محمد زيدان (مهاجم المنتخب الوطني) لم يكن يؤدي الصلاة، ولم يكن يعجبني تصرفه عندما ينزوي بعيدا عنا أثناء صلاة الجماعة، فاجتمعت به، وقلت له إن لم تكن مقتنعا بالصلاة فقم بها على أساس أنها فرض عليك، وستجد الله واقفا إلى جوارك وسيوفقك في حياتك"، بحسب صحيفة "المصري اليوم" المستقلة. وتابع: "وبالفعل أدى زيدان الصلاة في هذا اليوم، وقد وفقه الله ونجح في إحراز هدفين في مرمى البرازيل (بطولة كأس القارات في يونيو الماضي) وهما من أهم الأهداف التي أحرزها في حياته، ومن يومها وهو يواظب على الصلاة، وكذلك الأمر مع عمرو زكي الذي أقنعته بالصلاة، وأنا بهذا لا أدعي المثالية، ولكن الجيل الحالي يضم مجموعة من اللاعبين المحترمين، ولم يكن من الممكن أن أقحم عليهم لاعبين لا يؤدون الصلاة". وبات يلقب المنتخب المصري ب"منتخب الساجدين"، وهو اللقب الذي أخذ يحل تدريجيا محل لقب "منتخب الفراعنة" لدى الصحف الرياضية الغربية والعالمية بشكل رئيسي بعدما اعتاد لاعبو المنتخب المصري السجود الفردي أو الجماعي كلما أحرزوا هدفا في مرمى الخصم. ويخوض المنتخب المصري حاليا غمار بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم آملا في الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي.