أصابت حركة طالبان الإثنين نظام الرئيس حامد كرزاي بهزة عنيفة، عندما نجح العشرات من مقاتليها اجتياح مناطق واسعة من كابول، حيث شهدت هجمات منسقة لم يسبق لها مثيل منذ أطاحت القوات الأمريكية بنظام الحركة في خريف 2001. ووصف مراقبون ما جرى، بأنه مفاجأة غير متوقعة و"خضة أمنية" كادت تطيح بنظام كرازي، وذلك بالتزامن مع مراسم تنصيب 14 وزيرا في الحكومة الأفغانية الجديدة. وفي وقت لاحق طلع كرزاي من مكان آمن لجأ إليه لساعات وأعلن أن "قواته" أعادت الأمن إلى كابول، فيما أعلنت القوات الدولية أن العملية الخاطفة كانت خطيرة وتنذر بأن الوضع لا يجري وفق ما هو مخطط له، واعتُبر الهجوم رسالة من الحركة إلى مؤتمر لندن المقرر بعد أيام. وكانت حركة طالبان قد أعلنت أن نحو 20 انتحاريا تابعين لها قاموا باستهداف القصر الرئاسي والعديد من المباني التابعة للحكومة ومتاجر وفنادق ودار سينما، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى بينهم رجال شرطة واستخبارات. وبدأ الهجوم منذ ساعات الصباح الأولى عندما دوى صوت انفجار قرب القصر الجمهوري، تبين لاحقا أنه ناجم عن محاولة عناصر من طالبان اقتحام القصر، وعندما فشلوا في ذلك توجهوا إلى وزارة المالية والبنك المركزي المحاذيين للقصر الجمهوري، حيث اشتبكوا بمعارك مع القوات الحكومية الأفغانية. كما تمكنوا في وقت لاحق من اقتحام وزارة التعليم، ومهاجمة وزارة الخارجية، وتفجير مفخخة قرب دار سينما، وانفجار آخر قرب متجر كبير أسفر عن مقتل عدد من رجال الشرطة والاستخبارات. ووقع الهجوم الذي استهدف القصر فيما كان 14 وزيراً في حكومة حميد كرزاي يستعدون لأداء اليمين الدستورية، وفقاً لما كشفته العضو في البرلمان الأفغاني، فوزية كوفي. وفي وقت سابق، أعلنت طالبان أنها هاجمت مطار جلال آباد بالصواريخ، مشيرة إلى تواجد أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين والأفغان في المطار. وأوضحت أنه خلال الهجوم سقط صاروخان على صالة المطار، "مما أدى إلى إلحاق خسائر مادية وبشرية في صفوف العدو". وقد نددت الولاياتالمتحدة بهذه الهجمات المنسقة التي تشنها حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل معتبرة أنها عمل "يائس" و"شرس" كما حذرت من وقوع المزيد من الهجمات في هذا البلد. وقال الموفد الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك متحدثا للصحافيين في نيودلهي إنه "ليس من المفاجئ أن تقدم حركة طالبان على مثل هذا الأمر" معتبرا أن مقاتلي طالبان "يائسون وشرسون". واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن الوضع خطير في كابول ، واشار الى ان المؤتمر حول مستقبل افغانستان المقرر عقده في لندن في 28 كانون الثاني- يناير ينبغي "التحضير له بدقة بالغة والخروج بحلول عملية". واوضح "هذا يعني انه ينبغي الاقتراب من الافغانيين بشكل اكبر بكثير مما قمنا به حتى الان الافغان هم الذين ينبغي ان يحددوا مستقبلهم". وكانت العاصمة الأفغانية شهدت في نهاية أكتوبر- تشرين الأول مقتل ثمانية اشخاص بينهم على الأقل خمسة موظفين اجانب تابعين للامم المتحدة وشرطيان اثنان،في هجوم تبنته طالبان باعتباره "المرحلة الأولى" من حملة لزعزعة الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 7 تشرين الثاني-نوفمبر، وفي 15 ديسمبر- كانون الاول قتل ثمانية اشخاص في اعتداء انتحاري قرب فندق يؤوي اجانب في وسط كابول. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3658&t=هجوم جريء لطالبان يُقرّب "عرش" كرزاي من نهايته&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"