دويسبورج (ألمانيا)- اعترف نواب ألمان بأن أكبر الأحزاب في البلاد أهملت في الفترة الماضية أصوات المسلمين، لكنها تنبهت لأهميتها مؤخرا، وبدأت تعمل على كسب أصواتهم في صفها، خاصة مع قرب الانتخابات البرلمانية الشهر الجاري. وقال سورين لينك الذي يمثل الحزب الديمقراطي الاشتراكي في شمال الراين وستفاليا لوكالة أنباء "رويترز" الأربعاء 16-9-2009: "لدينا نسبة متزايدة من الناخبين من أصول مهاجرة، وحتى الآن كل طرف له مصلحة في استهدافها". وتستهدف الأحزاب الرئيسية في دويسبورج -وهي معقل تقليدي للحزب الديمقراطي الاشتراكي- بملصقات وإعلانات خاصة بالتركية ضمن الحملة الانتخابية ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا ب4 ملايين مسلم، وتعد الأقلية التركية هي الأكبر عددا. ومن بين نحو 2.8 مليون ألماني له جذور تركية لا يستطيع إلا 600 ألف تقريبا الإدلاء بأصواتهم، ولا يستطيع كثيرون التسجيل أو الحصول على الجنسية، وهناك 5 نواب فقط من جملة 614 بمجلس النواب بالبرلمان الألماني المعروف باسم البوندستاج لهم أصول تركية. وقال توماس مالبرج لرويترز وهو محافظ من الحزب الديمقراطي المسيحي: "أهملنا أصوات المهاجرين لفترة طويلة جدا، لكننا استيقظنا الآن وبدأنا نكسبهم في صفنا"، مستدركا: "لكن المهمة ليست سهلة". وهاجمت منظمة (تي.جي.دي) التي تمثل المصالح التركية في ألمانيا أحزابا لوضعها الأعداد المتزايدة من المرشحين الذين لهم أسماء تركية في ذيل قوائمها، مما لا يعطيهم أملا يذكر في الفوز بمقعد. وأظهر استطلاع رأي صدر مؤخرا عن مؤسسة "داتا فور يو" أن 55.5% من الألمان ذوي الأصول التركية سيصوتون لصالح الحزب الديمقراطي الاشتراكي، و23.3% لحزب الخضر، وفقط 10.1% لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وقال يواكيم شولت رئيس المؤسسة: "على الرغم من وجود اختلاف في وجهات النظر، لكن المتدينين الألمان من الجذور التركية يكافئون حزبي الاشتراكي والخضر في استطلاعات الرأي بسبب سياسات التكامل". وخففت حكومة الحزب الاشتراكي وحزب الخضر قواعد الحصول على الجنسية الألمانية عام 2000، وللحزب الاشتراكي علاقات طويلة مع النقابات ولعب دورا في تشغيل معظم الأتراك الذين جاءوا إلى ألمانياالغربية في الخمسينيات والستينيات وأسهموا في ازدهارها الاقتصادي. منسيون على الجانب الآخر يشعر الكثير من المسلمين في ألمانيا بأنهم منسيون، ومن ثم لا يميلون للتصويت في الانتخابات البرلمانية التي تجرى 27 سبتمبر الجاري، على الرغم من إدراك الساسة الألمان لأهمية استهداف أصواتهم في الانتخابات. ويقول عصمت أكجول (19 عامًا) وهو يقف مع أصدقائه أمام حديقة للملاهي في ضاحية "ماركسلوه": "إنني عاطل.. لم أحصل على وظيفة ولا أصدقائي والساسة لا يكترثون". وأضاف: "الشركات إذا رأت اسما أجنبيا على استمارة الالتحاق تلقيها في سلة المهملات". وتقول لالي سيران وهي أم لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات: "أنا قلقة بشأن الفرص التي تنتظر ابنتي.. وهذا أمر سيئ للجميع". في شوارع ضاحية "ماركسلوه" بمدينة دويسبروج تجد أن أسماء معظم الشوارع تركية، وتبلغ نسبة البطالة 16% وهي تقريبًا ضعف المتوسط على مستوى البلاد. لكن على الرغم من ذلك، تجرى الإشادة بالضاحية بوصفها نموذجًا للاندماج الجيد، ويطلق على مسجد المركز الذي يبلغ ارتفاع مئذنته 34 مترًا اسم "معجزة ماركسلوه"، حيث لم يسبب خلافات تذكر مع السكان. وتقول زولفية كايكين التي ترأس مركز الاجتماعات بالمركز: إن المسلمين بحاجة لأن يعلموا أن لهم حصة في المجتمع قبل أن يظهروا أي اهتمام بالسياسة. وأضافت: "لا يمكن معالجة المهاجرين كمرضى يحتاجون دواء (..) هناك دوافع قليلة للانخراط في السياسة؛ لأننا لا ينظر إلينا كأعضاء كاملين بالأسرة الألمانية".