ذكرت تقارير صحفية أن الزعيم الليبي معمر القذافي بدأ يكثف من تحركاته لإطلاق مبادرة لمصالحة عربية جديدة، وذلك قبل انطلاق أعمال القمة العربية القادمة التي تستضيفها ليبيا يومي 27 و28 مارس المقبل، التي ستؤول رئاستها أيضاً إلى الزعيم الليبي. وأوضحت المصادر أن القذافي الذي يسعي الى إنجاح أول قمة عربية رسمية تعقد في ليبيا وبرئاسته يقوم حالياً باستكشاف إمكانية دخوله على خط الوساطة بين مصر وكل من قطر وسوريا لتقريب وجهات النظر بين قادة الدول الثلاث حيال الخلافات العالقة بينهم. علامة فارقة ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن المصادر قولها، ان القذافي يرغب في تفادي أي غيابات مؤثرة عن القمة العربية المقبلة، لافتة النظر إلى أن الزعيم الليبي يراهن على أن تكون قمة طرابلس علامة فارقة في تاريخ مؤسسة القمة العربية من حيث الأداء ومستوى الحضور والتمثيل. وتوقعت المصادر عقد قمة مصرية ليبية قبل قمة طرابلس بين الرئيس حسني مبارك والعقيد القذافي، لكنها امتنعت عن الإفصاح عما إذا كانت ستعقد في طرابلس أو القاهرة. وكان القذافي أجرى الاحد الماضي محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي قام بزيارة مفاجئة إلى طرابلس لم يسبق الإعلان عنها على رأس وفد رفيع المستوى ضم كلاً من وزير الخارجية وليد المعلم وبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية. كما أنهى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري قبل أيام زيارة عاجلة إلى ليبيا دامت عدة ساعات اتجه بعدها الى الجزائر عقب اجتماعه مع العقيد القذافي. قلق موسى وفي هذه الأثناء، أبدى الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، استياءه من مستوى العلاقات العربية قبل شهرين فقط من موعد انعقاد القمة العادية في ليبيا، كاشفا عن اتصالات ومساعٍ غير معلنة تبذل حاليا لتنقية الأجواء العربية، مشيا إلى أنه لا يكاد يمر أسبوع واحد من دون محاولة الاتصال بهذا الطرف العربي أو ذاك لتنقية الأجواء وتصفية الخلافات العربية. وامتنع موسى عن الخوض في مبررات استمرار الخلافات العربية، رافضاً الإفصاح عن أسباب الفتور الراهن في العلاقات المصرية السورية من جهة، والمصرية القطرية من جهة أخرى. وأضاف موسى: «لا أشعر بأي راحة أو ارتياح للدرجة التي عليها هذه العلاقات، هناك جهد كبير يبذل من الجامعة العربية وعدد كبير من الرؤساء العرب في هذا الإطار حرصاً على المصالح العربية لمواجهة التحديات الراهنة ومن أجل بلورة موقف عربي موحد».