"أتحدى أي رجل للمنافسة، خاصة إذا ما ادَّعى أن المرأة لا تستطيع قيادة الرجال، وعلى وجه التحديد من يقولون ساخرين كيف يتبع الرجال امرأة؟!". هذا من أبرز الأسباب التي تقول الطبيبة والسياسية البارزة فاطمة عبد المحمود، رئيسة حزب "الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي السوداني" إنه وراء ترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية السودانية في أبريل المقبل كأول امرأة تبادر للترشح لمنصب الرئيس، بحسب ما صرحت به لصحيفة "الأهرام اليوم" السودانية. وهذا السبب يشرح تلقائيا المعالم الأساسية لشخصية فاطمة المقتحمة الصلبة في الدفاع عن قضايا المرأة، والتي أكدتها في قولها للصحيفة السودانية: "قبولي الترشح للرئاسة عن (حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي السوداني) مبني على مبادرة نسائية تهدف لتقوية مسيرة المرأة"، أما إذا لم يحالفها الحظ في الفوز بلقب السيدة الرئيس: "فإن هذا لا يعني عدم قدرة المرأة على الرئاسة، ولكن لأسباب أخرى". وبرأي السياسية السودانية البارزة فإن "الرجال يتعاونون ضد المرأة ليحصلوا هم على المقاعد البرلمانية، وللأسف ينجحون في ذلك لأن النساء لسن على نفس القدر من الشراسة التي عند الرجال"، ولذا تدفع بقوة منذ بداية مسيرتها السياسية في اتجاه تخصيص حصص للمرأة "كوتا" في الهيئات الحكومية الكبرى؛ "لأن عدم تخصيص حصص للمرأة سيمنع الكثير من الكفاءات النسائية في مجالات الصناعة والعلم والاقتصاد من الحصول على هذه المقاعد، وسيخسر المجتمع الاستفادة من إمكانياتهن، وواجب الدولة أن تتيح لهن فرصة الوصول إلى مقاعد البرلمان". الأكثر تميزا عالميا ومن باب ابدأ بنفسك أولا حققت فاطمة بعضا من أحلامها وطموحاتها للمرأة السودانية في مسيرتها الشخصية، فبعد أن درست الطب في جامعة الصداقة بالاتحاد السوفيتي، نجحت في تولي منصب وزيرة الشئون الاجتماعية في عهد الرئيس الراحل جعفر النميري في ثمانينيات القرن الماضي، كأول امرأة سودانية تتقلد منصبا وزاريا وعمرها آنذاك 28 عاما، ثم تولت بعده وزارة الصحة. ويقول المكتب السياسي لتنظيم الاتحاد الاشتراكي الذي تترأسه: "إن ترشيح فاطمة عبد المحمود لمنصب رئاسة الجمهورية مبادرة لصالح المرأة السودانية، وتأكيد للممارسة الديمقراطية في الانتخابات السودانية بمشاركة المرأة.. وهذه المبادرة امتداد للدور الوطني الذي لعبته فاطمة عبد المحمود". وفي عهد الرئيس جعفر النميري أيدت فاطمة تخصيص حصة برلمانية للنساء لا تقل عن 25% من جملة مقاعد البرلمان. وفي مسيرتها الحزبية تولت منصب أمينة المرأة في تنظيم الاتحاد الاشتراكي وسكرتيرة اتحاد نساء السودان، والآن هي عضو مجلس شورى اتحاد المرأة السودانية، ورئيسة شعبة العلاقات الأوروبية والأمريكية بالمجلس الوطني، ورئيسة حزب الاتحاد الاشتراكي السوداني. ضمن الأكثر تميزا وتتويجا لهذه المسيرة اختارتها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) بباريس والأمم المتحدة فاطمة عبد المحمود، الأستاذة بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ضمن أكثر 60 امرأة تميزا في العمل العام ببلادهن عبر العالم. وأغلقت المفوضية القومية للانتخابات السودانية مساء الأربعاء 27-1-2010 أسماء المتقدمين للمشاركة في سباق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية (457 دائرة) وانتخابات الولايات (26 ولاية) وانتخابات رئاسة حكومة الجنوب التي ستجرى جميعها بالتزامن في أبريل المقبل. وتراوحت وجوه المرشحين بين شخصيات معروفة وأخرى مغمورة تبرز لأول مرة على الساحة السياسية. والمرشحون المؤكدون هم: عمر البشير (حزب المؤتمر الوطني الحاكم)، ياسر عرمان (الحركة الشعبية لتحرير السودان)، الصادق المهدي (حزب الأمة المعارض)، عبد الله دينق نيال (حزب المؤتمر الشعبي المعارض)، محمد إبراهيم نقد (الشيوعي المعارض)، وحاتم السر (حزب الاتحادي الديمقراطي)، ومبارك الفاضل (حزب الأمة - الإصلاح والتجديد)، عبد العزيز خالد (التحالف الوطني السوداني)، منير شيخ الدين (القومي الديمقراطي)، الدكتور عبد الله علي إبراهيم (مستقل)، الدكتور كامل إدريس (مستقل).