ليس من الغريب أن يكون المُبحر التونسي على الأنترنت من أكثر مستخدمي الشبكة بحثا عن البروكسي الذي يمكنه من كسر الحجب المفروض على عدد من المواقع العالمية الشهيرة، كموقعي تقاسم الفيديو يوتيوب ودالي موشن، وكل المواقع والمدونات التونسية والعريبة والعالمية ذات النبرة النقدية الصريحة بل حتى المعتدلة. فكما يوضحه هذا الرسم البياني من خدمة جوجل أين سايت، وهي خدمة تقوم بتوفير المعطيات البيانية حول الكلمات المستعملة في محرك بحث جوجل، (بحثت هنا عن كلمة بروكسي باللاتينية والعربية في بلدان المغرب العربي بين سنة 2004 وتاريخ اليوم – 13 فيفري 2010)، نرى كيف يفوق معدل البحث عن البروكسي عند التونسيين كل معدلات البلدان المغاربية. عراقة سياسة الحجب التونسية وعشوائيتها، مقارنة بجيرانها، هي المفسر الوحيد لتعطش المبحر التونسي للبروكسي قصد الإفلات من الرقابة.
وطبعا فالأعداد التي تبرزها أداة جوجل إينسايت ليس تِعدادا لكل عمليات البحث الفردية، بل هي معدلات وقع حسابها بطريقة تماثل النسبة المئوية حسب المنهجية التي يُطلق عليها جوجل ب Scale وNormalization.
الملفت للانتباه في الرسم الأول هو بروز ليبيا بعد الحجب الذي تعرض له موقع يوتيوب وعدد من المواقع الليبية السياسية والإخبارية. إذ نلاحظ كيف صعد معدل بحث المُبحرين الليبيين عن البروكسي بل وتجاوز معدل بحث التونسيين مع بداية سنة 2010.
الشيئ الثاني الملفت للانتباه في الرسم الأول هو ذاك الارتفاع المفاجئ للبحث عن البروكسي في تونس في أواخر شهر أوت من سنة 2008، وهو التاريخ الذي تزامن مع الحجب الوقتي لموقع الشبكة الاجتماعية فايسبوك. نفس الشيء مع موريتانيا إذ تزايد عدد الباحثين عن البرزكسي بعد حجب موقع تقدمي في شهر شهر مارس 2009.
يمكنكم تحميل ملف بيانات بحث كلمة بروكسي باللغة اللاتينية وباللغة العربية من موقع جوجل تحت صيغة CSV.
لمزيد من المعلومات حول الحجب في تونس هناك مدونة cybversion.org التابعة لموقع نواة والتي ترصد وتجمع البحوث والمقالات التي تنشر في الغرض. موقع أصوات عالمية أيضا يوفر الكثير من المعلومات عن الرقابة وعن ضحايا الأنترنت في تونس وغيرها من بلدان العالم