أفادنا الدكتور أحمد غطاس رئيس المكتب الوطني للجمعيّة التونسية لمرضى السكري ان السكري أصبح يداهم الفئات الشابة بشكل ملحوظ نتيجة انتشار السمنة وارتفاع معدلات الإصابة بها خاصة بين الأطفال والمراهقين... ولاحظ محدثنا أيضا أن نسبة الإصابة بالسكري قد بلغت مستويات مرتفعة لدى الفئة العمرية أقل من 30 سنة اذ يعاني 90 ألف شاب وشابة من هذا المرض. وأضاف محدثنا أنه من خلال الدراسات الإجتماعية التي أجريت في هذا المجال تبيّن حسب الدكتور أحمد غطاس أنه بالإضافة إلى الإنعكاسات الصحيّة للإصابة بالسكري فإنه تم تسجيل انعكاسات اجتماعية سلبية حيث زادت الإصابة بالسكري لدى الفتيات البالغة أعمارهن أقل من 30 سنة في تراجع الامل في الزواج بما يعني العنوسة... وقال رئيس المكتب الوطني للجمعية التونسيّة لمرضى السكري إلى أن الشابة المصابة بالسكري أصبحت تعاني من نظرة دونية إذ يعتبرها كثيرون وخاصة العائلات غير مؤهلة صحيا لأن تكون أمّا وهو (حسب محدثنا) اعتقاد خاطئ فالمصابة بالسكري تحت 30 سنة يمكنها أن تتزوج وتنجب الأطفال دون مضاعفات صحية خاصّة اذا كانت تعتمد حمية متوازنة متبعة النظام العلاجي المطلوب كما ان أبناءها يمكن أن يكونوا أصحاء... عزوف و أكّد الدكتور أحمد غطاس أن عروض الزواج من المصابات بالسكري انخفضت رغم الحملات التحسيسيّة وقال ان من جملة 475 ألف أنثى(من مختلف الفئات العمريّة) تعاني السكري نجد 50 ألف فتاة عمرها أقل من 30 عاما تعاني هذا المرض ويمثل ذلك مشكلا حقيقيا باعتبار أن فرص الكثيرات للإرتباط وتكوين أسرة قد تقلصت فمريضة السكري غير مقبول بها كزوجة المستقبل وهو ما زاد الطين بلّة إذ لا يكفي أن العنوسة في تصاعد مستمر بسبب ارتفاع كلفة الزواج والوضعيّة الإجتماعية لعديد الشبان فها أن السكري بدوره يزيد في ظاهرة العزوف عن الزواج ولو أنّ الضحيّة الرئيسيّة في هذا المجال هي الفتاة رغم أنّ حوالي 40 ألف شاب أعمارهم أقل من 30 سنة يعانون هم أيضا من السكري الذي يؤثر على حياتهم الإجتماعيّة كما يقلص من حظوظ الكثيرين منهم في الزواج. والشبان أيضا رغم الكشف المبكر وتوفر كل الأدويّة اللازمة وتكفل الصناديق الإجتماعيّة بالمصابين بالسكري والخطط والبرامج المرسومة لمواجهته فإن حوالي 900 ألف تونسي مصابون به دون اعتبار الحالات غير المكتشفة ويتكاثر السكري وهي تتكاثر في المدن الكبرى بسبب الضغط والعمل وقلّة الحركة وأيضا في الجنوب التونسي إذ توجد أكبر نسب الإصابة في نفطة وتوزر بسبب العادات والتقاليد ومنها نوعيّة الأكلة وزواج الأقارب بالإضافة إلى قصر هلال وخاصة المتقدمين في السن على اعتبار ان أهل قصر هلال يدمنون أكل الحلويات بمختلف أنواعها زيادة عن الأكلة الدسمة وزواج الأقارب وتكبر نسب الإصابة بين النساء نظرا لقلّة الحركة بالنسبة إليهن باعتبار أن أغلبهنّ سيدات بيوت، أما الاجيال الجديدة من الأهالي في قصر هلال فقد أصبحت تتقارب نسبة الإصابة لديه مع النسب العاديّة.