حذر خبراء إيطاليون من تفشي الأمراض الجرثومية بين نزلاء السجون في البلاد جراء ما تشهده من ازدحام، داعين في الوقت ذاته إلى تقديم الرعاية الصحية النفسية للمسجونين، خصوصاً مع تزايد حالات الانتحار بينهم. وبحسب ما أوضح الاختصاصي بعلم الفيروسات "إيفانجاليستا ساغنيلي"، خلال مؤتمر الرعاية الصحية في السجون، الذي انعقد مؤخراً في العاصمة الإيطالية؛ تنتشر بين نزلاء السجون الإيطالية عدوى السل والتهابات الكبدK بالإضافة إلى فيروس (إتش. آي. في)، المسبب لمتلازمة نقص المناعة المكتسبة، وبدرجة أكبر مقارنة مع ما هو موجود خارج السجون، وفقاً لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا). واعتبر الاختصاصي "أن الوضع خطير وقد يتحول قريباً إلى حالة طارئة"، بعد أن أسهم الازدحام في تلك المنشآت في زيادة انتشار الأمراض الجرثومية، لتبلُغ مستويات وبائية وبدرجة مقلقة. وكان اتحاد حراس السجون في ايطاليا أصدر تقريراً الخميس الماضي أشار من خلاله إلى أن أعداد المسجونين في ايطاليا في تزايد مستمر، حيث يصل مجموع نزلاء السجون إلى 65.720 الف شخص، فيما يبلغ معدل ورود نزلاء جدد 300 شخص اسبوعياً، ما يعني ازدحام مرافق السجون التي باتت تضم أكثر من طاقتها الاستيعابية بنحو 21 الف نزيل. من جهته أكد الاختصاصي أن نصف السجناء تقريباً يعانون من أحد أشكال التهابات الكبد، فيما تتراوح نسبة المصابين بعدوى فيروس (إتش. آي. في) ما بين 2-3 في المائة، هذا بالإضافة إلى أن 12 في المائة من السجناء سبق لهم وأن تعرضوا لعدوى للسل مرة أو أكثر، بحسب رأيه. من ناحية أخرى أوضح "ساغنيلي" أن عشرين في المائة تقريباً من نزلاء السجون هم بحاجة لتلقي الرعاية الصحية النفسية، منوهاً إلى أنه تم رصد 76 حالة انتحار بينهم منذ بداية العام الماضي وحتى الوقت الحاضر. يُشار إلى أن الحكومة الإيطالية أعلنت الشهر الماضي حالة من الطوارىء في سجون البلاد، جراء ما تشهده من ازدحام كبير، وهي تسعى إلى زيادة طاقتها الاستعابية بمقدار يصل إلى 21 الف نزيل خلال سنتين، إذ يتوقع أن يصل عدد السجناء وقتئذ إلى مائة الف نزيل تقريباً.