كل الوسائل متاحة لمعالجة مظاهر العنف المدرسي التي اخذت تستفحل داخل المحيط المدرسي في السنوات الأخيرة حتى أن الثلاثية الأولى من السنة الدراسية الحالية سجلت حضور ملفات ما يناهز العشرين حالة عنف على مكتب وزير التربية ما يعكس حتما صبغتها الخطرة... وأما عن بقية سلوكيات العنف المتعددة الأشكال التي لا تدخل جداول الإحصاء التي قد لا يتم الإشعار بها طبعًا، فحدث ولا حرج...
في آخر لقاء إعلامي جنح السيد حاتم بن سالم، وزير التربية، إلى التقليل من حدة الظاهرة دون أن يدحضها أو يفندها كليا معتبرًا أنها تبق] مرفوضة ومنبوذة، كاشفا الطابع الجدي في تعاطي الوزارة مع ما يجد من أحداث عنف وقد أعزى أغلبها إلى عناصر غر يبة عن المؤسسذ التربوية التي تتسرب إلى الداخل وتقترف من السلوكيات العنيفة ما يشكل تعديا صارخا على حرمة المدرسة ومكانة المربي والتلميذ وهو ما يدفع إلى تعزيز مقومات الحماية للمدرسة. ومن بين الوسائل المقترحة إعداد بطاقات تعريف مدرسية إلكترونية لتلاميذ الإعدادي والثانوي يتم الاستظهار بها عند الدخول، وينكب العمل داخل المصالح المختصة على الترتيب لإجراءات إنجاز هذا البرنامج المكلف والهام على المستوى الكمي لاستهدافه في حال تعميمه على الابتدائي أكثر من مليوني تلميذ. ولئن لم يتسن لنا التأكد من تاريخ انطلاق العمل بها، فإنه من غير المستبعد أن يتم ذلك الموسم الدراسي القادم على اعتبار أولا أهمية توفر بطاقة هوية تلمذية حتى وإن كانت ورقة تيسر قضاء بعض الخدمات للتلميذ. وعلى خلفية كذلك التصدي للغرباء المتسللين إلى المؤسسات التعليمية والتكوينية سرا وعلانية ضاربين عرض الحائط بقدسية المدرسة. وسيتعزز هذا الإجراء بمضاعفة الجهود لتسييج المؤسسات ودعم الحراسة بها.. فهل تكون هذه الآليات قادرة على استئصال الداء والقضاء على ظاهرة العنف لا سيما منه الدخيل على المدرسة؟ لا نخال ذلك لكنها تبقى خطوة مطلوبة خاصة بعد الاعتداءات المتواصلة على الفضاء المدرسي أبرزها ما حدث مؤخرا حيث تعطلت صبيحة يوم أمس الدروس جزئيا بالمدرسة الابتدائية "النصر" بالمروج الثالث بالضاحية الجنوبية للعاصمة بقرار من المدرسين وذلك احتجاجا على عملية الاقتحام التي تعرضت لها المدرسة موفى الأسبوع المنقضي بعد انتهاء الدروس من قبل مجهولين عاثوا في المدرسة فسادا وعبثوا بتجهيزاتها. وحسب التقرير الذي رفعته الإدارة الجهوية للتربية ببن عروس إلى سلطة الإشراف، تسببت أعمال العنف في تهشيم طاولات وخزانة وسبورات وفوانيس ونوافذ. وقد فتح تحقيق أمني، فيما تقوم الإدارة باتصالات ومتابعات ميدانية لإصلاح ما تم إفساده بالسرعة اللازمة. ومن المتوقع أن تستأنف الدروس غدًا بصفة عادية وفق ما توفر لنا من معطيات بعد أن تم تكليف الرئيس الجهوي لمصلحة المرحلة الابتدائية بالتنقل والتدخل لمتابعة الوضع عن كثب وإعادة الأمور إلى نصابها. كما تم اقتحام مدرسة "الفوز" وإحراق مكتب مديرها مما تسبب في إتلاف وثائق وكراسات تربوية. وقد أفادنا مصدر مسؤول أن الوزارة ستعوض كل التجهيزات التي لحقها ضرر بداية من اليوم.