هذه كلمة قالها بألم وحسرة الشاب يوسف الصديق الذي غيّر اسمه منذ سنة من (Per) إلى يوسف. هو شاب في الواحد والعشرين من عمره، وهو ينافح عن نبيه وعن دينه بعد نشر صحيفة (Dagbladet) لنسخ جديدة من صور الاستهزاء. في حوار مفتوح جمع رئيس تحرير الصحيفة (Helle Lars) المذكورة ومجموعة من ممثلين الجالية المسلمة وجمع غفير من الشباب المسلم، نظمت الرابطة الإسلامية في النرويج وجمعية الشاب المسلم التابعة لها، لقاء مفتوحا حول نشر الصحيفة للصور الكاريكاتورية. وقد دام الحوار ما يقارب ثلاث ساعات، لم ينقطع عدا انتقال الحضور إلى صلاة العشاء. وقد غطت أغلب وسائل الإعلام النرويجية المرئية والمقروءة الحوار. بدأ الحوار بتوضيح من رئيس التحرير بأنّ مقصد الصحيفة ليس الإساءة والاستهزاء، وحسب قوله تعتبر صحيفته من أكثر الصحف التي تحترم القيم الدينية. وأكد على ضرورة الحوار والاستماع إلى كل وجهات النظر مهما كا اختلافنا معها. والنرويج بلد الحريات ومن كل فرد أن يحتج ويتظاهر بكل حرية ما دام في كنف النظام والهدوء. وقد أكد جميع المشاركين الممثلين للجالية المسلمة، أنّ ما أقدمت عليه الصحيفة، وخاصة أنها تعلم ما آلت إليه أحداث الصور في الدانمارك، كان من المنتظر أن نقرأ التجارب ونتفحصها ونتعلم منها، ولكن ما مارسته الصحيفة هو غمض العيون عما حدث وسعي إلى استدعاء تلك الأحداث الأليمة. وأنّ المسلمين ليسوا ضد حرية التعبير ولكن يجب الفصل بين السخرية والقذف وبين حرية التعبير! وأنّ ما نشرته الصحيفة مرفوض ومن حق المسلمين وواجب الصحيفة أن تعبر بشكل واضح عن أنّ مقصدها ليس الاساءة ولا أقل من أنّها تفتح المجال للتعريف بالنبيّ محمد صلى الله عليه وسلم على صفحاتها. وهو ما رحب به رئيس التحرير. ومما تداوله المحاورون أنه من المهم الاحتجاج السلمي، ولكن الأهم هو أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوتنا، ويجب أن نقتدي به في حالة المرح وفي حالة الغضب. ولا بد أن نتمثل الاقتداء به في أعمالنا بين المجتمع، وهو الرد الأمثل، ونجمع جهودنا وننشر المعرفة بسيرته العطرة عليه أفضل الصلاة والسلام، باللغة النرويجية. ونتواصل مع وسائل الاعلام ولا نمل من طرق الأبواب. وقد أحضر أحد الحاضرين هدية لرئيس التحرير كتابا يعرف بالإسلام داعيا إلى قراءته ومعرفة نبيّ الرحمة عليه الصلاة والسلام. ومما أشار إليه المشاركون أيضا إلى مزيد من الاهتمام بالشباب المسلم وتوجيهه وإثراء معرفته وتحربته وعدم تركه إلى أن تأخذه العواطف مناحي يندم عليها وتصب في غير مصلحة الإسلام وأهله. والتأكيد على أنّ المستهدف هو نمط التعايش الديني والعرقي الذي تتميز به النرويج. فالنرويج دولتنا والإسلام ديننا ونحن جزء من هذا المجتمع، علينا أن نخالطه وندعو إلى قيمنا بالحكمة، ولا نترك للتطرف والكراهية أن يتسربا بيننا. هذا وقد وجهت إعادة نشر الصور باحتجاج من أبناء الجالية حيث بدأها سائقي التاكسي في مدينة أوسلو بإضراب يوم 8/2/2010، وتظاهرة سلمية يوم 12/2/2010 ولقاء مفوح يوم 18/2/2010. ونشير إلى أنّ سعادة سفير المملكة العربية السعودية بالسويد قام بزيارة إلى مدينة أوسلو تزامنت مع نشر الصحيفة لصور الاستهزاء، وقد عبر سعادته إلى الخارجية النرويجية رفضه لهذا الأسلوب واحتجاجه عليه، وفي المقابل عبرت الخارجية النرويجية بأنّ عمل الصحيفة لا يمثل الحكومة وموقف الحكومة كما هو معروف على مسافة من مثل هذه التصرفات. ثم التقى سعادته بالهيئات الديبلوماسية المسلمة في النرويج وحثهم على الاهتمام وإبداء الاحتجاج. هذا ونشير إلى أنّ العديد من صفحات التواصل الاجتماعي فتحت أخير دفاعا عن النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم على موقع (facebook). ومما نبهت إليه هذه الأحداث أهمية التواصل والبناء التربوي والعقدي للأجيال الجديدة، وتوفير فرص ومحاضن لهم. وهو ما تسعى إليه الرابطة من مجموع أنشطتها التي تتوجه بها إلى هذه الفئة, وما هذه الحوارات المباشرة والمفتوحة مع وسائل الاعلام والسياسيين إلا شكلا من أشكال العمل العديدة. وبعد فتحها لأبرز صفحة انترنيت تعريفية بالإسلام باللغة النرويجية www.islam.no منذ ما يقارب عشر سنوات وهي تعد اليوم المرجع الأهم للتعرف على الإسلام في النرويج، وكانت سببا لدخول العديد إلى الإسلام. وتخطط الرابطة إلى فتح صفحة جديدة تنطلق يوم 1/3/2010 إن شاء الله تعالى www.rabita.no.