استبْعد تقرير أمريكي نُشر اليوم الأربعاء أن تسترد "مصر" البلد الأكبر عربيًا، من حيث عدد السكان، زعامتها للعالم العربي، مشيرًا إلى إنها لن تعود "أم الدنيا" كما كانت "مهما كان من سيحكم مصر". ورسم التقرير الذي صدر حديثًا عن مركز "وودرو ويلسون" الدولي للباحثين صورة متشائمة حول مستقبل مصر، حتى ما بعد انتهاء حقبة الرئيس حسني مبارك. موضحًا أنَّه "مع اقتراب حقبة مبارك من نهايتها، فإن المصريين يتساءلون وهم ليسوا وحدهم عمّا إذا كان تولي زعيم جديد أكثر دينامية سيعيد مصر إلى دورها المركزي، ويأخذ بزمام المبادرة في إعطاء العرب صوت أقوى وأكثر اتحادًا في الشؤون العالمية". وذكر التقرير نشرته دورية "ويلسون كوارترلي" في عدد شتاء 2010 : أنّه من غير المرجح أن يستمر مبارك الذي يحكم مصر منذ 29 عامًا في منصبه، والذي سيبلغ عامه الثاني والثمانين في مايو القادم بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2011، لافتًا إلى أن القاهرة تعج بالتكهنات عمن سيخلفه؟! ويدور جدل مكثف بين نخبتها المثقفة، المستاءة عمّا إذا كان لدى مصر من الوسائل أو الرؤية، التي تمكنها من رسم السياسات العربية نحو "إسرائيل" أو إيران أو الفلسطينيين المتصارعين، أو الولاياتالمتحدة التي تفرض نفسها، فضلاً عن التحدي الإسلامي للحكومات العلمانية. ولفت التقرير إلى أنَّه حتى في حال وصول جمال مبارك إلى السلطة خلفًا لوالده، فلا يرجح أن تستعيد مصر على يده مكانتها وزعامتها التي فقدتها، رغم أنه يقدم نفسه بوصفه "إصلاحيًا"، مشيرًا إلى أن جمال نجل الرئيس مبارك والخليفة المحتمل روج لصورته بمهارة في الداخل والخارج بوصفه إصلاحيًا مجددًا"، لكن "من غير المرجح على ما يبدو أن أي زعيم لمصر (بعد مبارك) سيكون قادرًا على استعادة دورها بوصفها أم الدنيا"، بحسب صحيفة "المصريون". ورصد التقرير كيف أنّ "قلوب بعض الإصلاحيين رفرفرت فرحًا في ديسمبر الماضي، وذلك حين أعلن الدكتور محمد البرادعي، الفائز بجائزة "نوبل" للسلام بوصفه رئيسًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن اهتمامه بالترشح لرئاسة مصر في الانتخابات التي ستجرى في 2011، لكنه وضع شروطًا من غير المرجح أن تلبيها الحكومة"، في إشارة إلى مطالبته بتعديل الدستور بما يسمح للمستقلين بالترشح دون قيود. وذكر التقرير أنّ هذا التراجع الذي "كان دواءً أمر من أن يتجرعه أفضل وألمع من في البلاد" يثير جدلاً بين المصريين حول أسبابه، "فالمتعلمون منقسمون على السبب الرئيس في هذا التراجع أهو راجع لمعاهدة السلام مع إسرائيل التي جردت مصر من الخيار العسكري، ومن ثم أضعفت أداءها الدبلوماسي مع تل أبيب، أم راجع لمبارك؟"، لافتًا إلى أن إجابة هذا التساؤل تبرز في موقف "الرئيس مبارك الذي سمح للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن يغطي عليه بطرحه مبادرة للسلام مع إسرائيل في العام 2002، وإفشال جهوده للوساطة بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة". وتابع التقرير: أنّه "مهما كان من سيحكم مصر بعد مبارك، فسيأتي على مشهد عربي شهد تغييرًا لا رجعة فيه، هذا المشهد لا يقتصر على عالم عربي متعدد الأقطاب ماليًا وسياسيًا، بل إن جناحيه الشرقي والغربي مشدودان ببطء إلى اتجاهين متضادين في أسواق العالم المختلفة"، معتبرًا أن "قوى الطرد المركزي الاقتصادية أصبحت أكثر قوة من قوى الجاذبية السياسية". وأوضح : أنّه "بالنسبة لدول الخليج المصدرة للنفط والغاز، أصبحت الاقتصادات المزدهرة في الصين والهند وغيرهما من الدول الآسيوية موضع جذب قوي، في حين يلعب الاتحاد الأوربي هذا الدور بالنسبة لأقطار المغرب العربي". مشيرًا إلى أن السعودية تطمح إلى أن تصبح أكبر مصدر نفط إلى الصين، التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز، في حين ضاعفت الجزائر من قدرتها على ضخ غاز الصحراء عن طريق خط أنابيب تحت مياه المتوسط إلى كل من إيطاليا وأسبانيا. وألمح التقرير إلى أنّ العالم العربي لم يعد راغبًا في دور مصري قوي قائلاً: "لم يعد واضحًا ما الذي سيجنيه العالم العربي من عودة مصر متبخترة إلى مركز الصدارة، فلا يوجد (نموذج مصري) مغر للتنمية سواء السياسية أو الاقتصادية. كما أنّ التفكير الجديد والرؤى والمبادرات جاءت بالأساس من دول الخليج وحكامها الطلقاء المتنافسين، في حين أن الطبيعة الفرعونية لمصر كتفتها عن الشروع في أي تغيير جذري، وفي الإجمال، فإن العالم العربي اكتسب حيوية من تراجع مصر".
مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=4620&t= تقرير أمريكي : مصر لم تعد "أم الدنيا" &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"