عقدت منظمات إسلامية ألمانية كبرى اجتماعا - وصف بأنه "اجتماع أزمة" الجمعة 5-3-2010- لبحث إمكانية مقاطعة دورة مؤتمر الحوار الألماني الإسلامي المقررة مايو المقبل، بعد انسحاب منظمة إسلامية يمثل المهاجرين الأتراك غالبية أعضائها اعتراضا على ما قالت إنه تضييقات حكومية على مشاركتها. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإنّ ثلاثة من كبرى المنظمات الإسلامية في ألمانيا، بالإضافة إلى ممثلين عن المجلس عقدت "اجتماع أزمة" طارئا في مدينة كولون الألمانية، لبحث الانسحاب من مؤتمر الحوار الألماني الإسلامي المقرر في السابع عشر من مايو المقبل، بعد إعلان "مجلس الإسلام" التابع لجمعية "مللي جوروس" التي تعتبر أكبر مظلة لمسلمي ألمانيا، انسحابه من المؤتمر. وقالت نورهان سوكيان - وهي متحدثة باسم المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا -: إنّ الاجتماعات "سوف تستمر يومين، وكل الاحتمالات مفتوحة"، وأضافت نورهان: "إنّ هناك احتمالا كبيرا أن تقاطع المنظمات الأربع (المشاركة في مؤتمر كولون) مؤتمر الحوار الألماني الإسلامي". وبجانب المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، تشارك في اجتماعات كولون مؤسسة "ديتيب" التي تمثل ذراعا تنفيذيا لوزارة الشؤون الدينية التركية في ألمانيا، ونشاطها الأساسي في بناء المساجد، واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية، وتعمل بدورها في مجال بناء وتطوير المساجد في ألمانيا، وتكون هذه المؤسسات الثلاث مع "مللي جوروس" مجلسا مشتركا للتنسيق فيما بينها. وأعلن مجلس الإسلام، الخميس 4-3-2010، انسحابه من المؤتمر المقرر في السابع عشر من مايو المقبل، بعدما طلب وزير الداخلية الألماني الجديد توماس دي مازيير منه المشاركة كمراقب فحسب، وقال: إنّ المجلس "لم يعد موضع ترحيب كبير في المؤتمر". وقالت الوكالة الألمانية إنّ موقف الوزير الألماني من المجلس يجيء بعد سلسلة من التحريات أشارت إلى انتشار عناصر سلفية عليها ملاحظات أمنية وتواجه اتهامات جنائية في جمعية "مللي جوروس" التي يعتبر "مجلس الإسلام" ذراعا سياسيا لها، بالإضافة إلى وجود خلافات بين الجمعية والحكومة الألمانية حول قضايا التعليم والفقر في أوساط المسلمين في ألمانيا، وخصوصا فيما يتعلق بإدخال تدريس مادة الدين الإسلامي في المدارس الألمانية، وتحسين الأداء المدرسي، وضعف فرص العمل المتاحة بالنسبة للمسلمين. وبحسب الألمانية، فإنّ وكالة حماية الدستور الاتحادية الألمانية "المخابرات" والشرطة الألمانية وضعت ال"مللي جوروس" تحت المراقبة، وركزت في تحرياتها على مخالفات محاسبية مزعومة في أوراق الجمعية، واتهمتها بأنها تمارس عمليات غسيل أموال واحتيال وإساءة استخدام التبرعات. وتعقيبا على نتائج تلك التحريات، قال دي مازيير قبل أيام: "لا أحد يستطيع الجلوس على طاولة واحدة مع هؤلاء الناس". وبحسب إحصائيات وزارة الداخلية الألمانية، فإنّ الجماعة التي ينتمي إليها "مجلس الإسلام" تعتبر أكبر جماعة إسلامية في ألمانيا بعضوية أكثر من 27 ألف شخص غالبيتهم من المهاجرين الأتراك، وتنفي أن تكون ذات توجهات تدعو للعنف أو الانفصال عن العملية الديمقراطية في ألمانيا. ويعود أصل الجماعة إلى مجموعة من المهاجرين الأتراك الذين كانوا ينتمون إلى حزب "النظام الوطني" الذي أسسه السياسي الإسلامي التركي نجم الدين أربكان في العام 1969 وحظرته المؤسسة العسكرية في العام 1972، حيث هاجرت مجموعة من ساسة الحزب المحظور إلى ألمانيا، وأسسوا ال"مللي جوروس"، والتي تبلغ عضويتها بحسب وثائق رسمية لها حوالي 300 ألف في أوروبا و27 ألفا في ألمانيا. ومن المقرر أن تبدأ جلسات المؤتمر هذا العام في السابع عشر من مايو المقبل، ويضم المؤتمر حتى الآن 30 عضوا دائما، بينهم 15 ممثلا للحكومة الألمانية من مختلف المستويات الاتحادية ومن الولايات والمحليات، و15 آخرين من المسلمين المقيمين في ألمانيا. ويصل عدد مسلمي ألمانيا إلى نحو 3.5 ملايين نسمة؛ 3 ملايين منهم من أصل تركي (وهم أكبر أقلية في ألمانيا) و280 ألفا من أصل عربي يشكلون نسبة 4.3% من إجمالي تعداد سكان ألمانيا البالغ 82 مليون نسمة