يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعّال لما يريد أسألك بعزّك الذي لا يرام وملكك الّذي لا يضام وبنورك الّذي ملأ أركان عرشك أن تكفني شرّ من ظلمني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني ضاق صدري أطّ من ظلمك يا ظالم وجداني وفكري ويْكَ يا ظالم إن عيّلت صبري.
ما لهذا الدّهر يرميني بشرّ تلو شرّ؟ حالقات ماحقات تتوالى من ذوي القربى و من أنذال دهري ليس لي ذنب سوى أنّي كأحرار البرايا لم أرم غلّي وإصري أرفض عيش العبيد رغم من كادوا لإذلالي وقهري فالملاذ الله ثمْ صبري فصبري ثمّ صبري
ضاق صدري طاش عقلي بطشت منّي الجوارح لك يا ظالم بالصّاعين صاعين وأوفر صاعك ظلم مكدِّر صاعي بالقسط وبالحق مقنطَر هل ترى غرّك حلمي؟ أم ترى غرّك صفحي ؟ أم ترى غرّك صمتي ؟ أم ترى طبع التّجبّر ؟ فبرزت زاهيا صائلا تبطش حينا ثمّ حينا تتبختر تتحدّى ... تهتك العرض وتمكر لم تعد ترقب في إلاّ ولا ذمّة ولا تنكر منكر فاستبحت الدّين والعرض ومالي وأحوالي وأكثر
قف ... تمهّل أظننت أنّني ملك اليمين ؟ أم أنا عبد حقير يؤمر حينا وحينا بعصا الذّل يساق ثمّ يزجر ؟ أم أنا شاة وديعة متى ما شئت كما الجزّار تنحر ؟ أم أنا حرث حلال متى ما شئت أتيت فوجدت الجيد والنّحر معطّر فوطأت ... وانصرفت كالحمير ؟
قف ... توقّف ... أيّها الباغي الحقير إنّما البغي على الباغي يعود
فأنا الضّرغام من نسل الأسود لو أردت الفتك في جمع الضّباع ... لفعلت و أنا الخلّ الودود وأنا صافي الطّباع ... ما غدرت وأنا القرآن من حولي قلاع وسدود بتّ أتلوه وأذرفْ في قيام وسجود أنّى للأقزام مثلك أن ينالوا من حمايْ ؟ أن يعوا القول إذا قلت "سلاما" ؟ فلك منّي سيوفا ورماحا وسهاما تخرس منك اللّسان تقطع منك الوريد وتريح النّاس من شرّ العبيد لم أكن يوما لأؤذيك ولكن بلغ السّيل الزّبى وإذا السّيل طفا لا حدود لا سدود فإلى نار الخلود مع قارون وهامان وفرعون وأحفاد القرود