نصت فتوى من مجلس الإفتاء الأوروبي على وجوب المشاركة في الإنتخابات البريطانية بالنسبة للمسلمين. فيما قال عدد من العلماء وقيادات الجالية هنا في المملكة المتحدة أن الأمر يحمل على الإنتداب لا الوجوب. وتأتي هذه الفتاوى من باب حث المسلمين على المشاركة في العملية السياسية وعدم ترك المجال لغير المسلمين ليحددوا سياسات البلد القادمة. ولدى سؤالنا أحد أمناء المركز الإسلامي في مدينة مانشستر عن المرشح الأفضل للجالية المسلمة قال إنه لا يمكن اجبار الناس على مرشح واحد لأن الأمر - حسب رأيه - اجتهادي ويحق للجميع أن يختاروا المرشح الذي يناسب تطلعاتهم.
من جانب اخر لا يبدو أن الجالية المسلمة في بريطانيا حتى الآن وحدت جهودها لتواجه الواقع السياسي القادم. فالجميع هنا مختلف في تحديد المرشح الأنسب لتطلعاته و الذي يحقق له المصلحة الأعلى. وقد انقسمت أصوات الجالية المسلمة بين مؤيد لحزب العمال البريطاني، وأصوات اخرى حصدها الديمقراطيون الأحرار، فيما وجدنا من بين من استطلعنا اراءهم العديد ممن صوت لحزب الإحترام التابع للنائب البريطاني جورج جالوي. طائفة أخرى من المسلمين بقوا مسلّمين بفرضية أن السياسات الخارجية والداخلية للدول لا تحددها انتخابات برلمانية أو بلدية لذلك فهم ينؤون بأصواتهم ان تكون في المستقبل بيد من يصنع مجزرة قادمة في باكستان أو إيران على غرار الحروب التي شاركت فيها بريطانيا مثل الحرب على العراق وأفغانستان تحت مظلة حزب العمال في السابق. وتثير هذه الإنتخابات جدلاً واسعاً على اعتبار انها الأولى منذ ما يقرب من مئة سنة لا تستطيع فيها استطلاعات الرأي الجزم في من سيكون الفائز، فيما يعتقد مراقبون سياسيون انها لن تكون انتخابات عادية إذ ان أياً من الأحزاب لن يحقق هذه المرة أغلبية برلمانية مما سيدخل البلاد في إئتلافات برلمانية كما هو الحال في كثير من الدول الأوروبية الأخرى.