أزيد من نصف قرن من المصير المجهول للمناضل عبد السلام بن أحمد الطود، أعلن بعدها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان في إطار معالجة ملفات الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان بالمغرب و الكشف عن مصير المختطفين...عن مصير المناضل السياسي القصري عبد السلام الطود ، و الذي تم اختطافه بمدينة تطوان يوم الثلاثاء 12 يونيو 1965 حيث كان يدير المعهد العصري للدراسة الثانوية هناك، عن عمر يناهز الأربعين سنة، لتنقطع أخباره قبل أن تظهر تحريات أسرته و أبحاث هيئة الأنصاف و المصالحة، أن الرجل تم إغتياله داخل المعتقل السري بغفساي في تاريخ مجهول . و اليوم تستقبل أسرته و سكان مدينة القصر الكبير رفات المناضل عبد السلام الطود ، بمشاركة قافلة حقوقية تتكون من المنتدى المغربي من أجل الحقيقة و الإنصاف و الجمعية المغربية لحقوق الانسان و المنظمة المغربية لحقوق الانسان و منتدى حقوق الانسان لشمال المغرب، إضافة إلى فعاليات سياسية و هيئات المجتمع المدني، ليتم تتويج المراسيم بجمع تأبيني بقاعة العروض الكبرى التابع للمجلس البلدي ، تتخلله كلمات الفعاليات الحقوقية و السياسية الحاضرة. للاشارة فالمناضل عبد السلام الطود من مواليد مدينة القصر الكبير سنة 1916 تتلمذ على يد أبرز فقهاء المدينة كالفقيه محمد بن عبد القادر الطود و الفقيه محمد الصحراوي و الفقيه أحمد مومن ، و الفقيه أحمد الباعقيلي و على المجول...و حفظ القرآن و تمكن من استظهار أهم المتون،ثم توجه إلى جامعة القرويين بفاس سنة 1933 و تتلمذ على يد مشايخها كالعلامة العباس بناني و الحسن الزرهوني ...و غيرهم من العلماء...لينتقل سنة 1938 إلى الديار المصرية لمتابعة الدراسة العليا ضمن البعثة الحسنية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، نال شهادة العالمية بدرجة أستاذ في التاريخ الإسلامي سنة 1947 بعد مناقشة أطروحة بعنوان "بنو عباد في اشبيلية". بالإضافة إلى تفوقه الدراسي يعتبر المرحوم من النشطاء السياسين حيث شهدتصاعد الحركة الوطنية بالقصر الكبير و انخرط في فعاليتها و ساهم في تأسيس جمعية الطالب المغربي سنة 1931م ، بعده أسس فرع لحزب الإصلاح الوطني و فرع لحزب الوحدة المغربية ، خلف المناضل القصري خلفه بالإضافة إلى رساله الدكتوراة ، كتابين مدرسيين ألفهما رفقة الأستاذ عبد الله العمراني، أحدهما في التاريخ و الثاني في الجغرافية، و مخطوط بعنوان " تاريخ قرطبة".