الحمد لله الذي به تتمّ الصالحات... والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد... فقد نزلت الطائرة التي كان على متنها الشيخ الدكتور النجّار بأرض تونس المتنازع في حبّها أهلها، وقد صاحب نزول الطائرة تلك المؤثّرات الصوتية التي خَلَفَت المرحوم محمد الجاموسي، فقد كان صادقا في وصفه ما تخلّفه الغربة لدى المغترب من حنين مساعد حتّى على نسيان الجراح الغائرة... وبالحوار نت فيديو وصور تجعل المتشائم متفائلا – ربّما -، ففيه أحبّة كرام جمعتهم عودة الشيخ الفاضل ورُؤُوا منشرحين منسجمين كما لم يفتّن بينهم موقف كاد أن يعصف بوحدتهم... فلله الفضل والمنّة والشكر... وإذ تعذّر عليّ فهم تصوير الفيديو الذي لم يستنكر حتّى حضور بعض من تكلّمت وسائل الإعلام هذه الأيّام عن تعرّضه للمضايقة الشديدة من قبل شرطة البلاد الحريصة على أمن لم يتبيّنه المواطن، فقد أخذته على تقدير محاولة إدخال الفرحة على أناس طال عهدهم بالفرح... والحقيقة أنّ المشاهد - رغم التباسها – مفرحة... ففيها الشيخ عبدالفتّاح مورو الفاضل وقد جلس مجلس الوقار الذي بنى به وغيره من الأفذاذ جيلا من المتأدّبين بآداب الإسلام الحميدة... وفيها ثلّة طيّبة لا تخطئ عين الرّائي تميّزهم وحبّهم لوطنهم الذي ضمن لهم رغم ابتلاءاتهم تواجدهم في الصدارة للدّفاع عنه وعن هويّته وكرامته... ليس مهمّا التوقّف عند أسباب توفّر هذه المشاهد، فلعلّها كانت لإقناع هذا أو لإثارة ذلك أو لتلميع صورة أو للتلبيس بأخرى!... ولكن من المهمّ جدّا أن نلحظ في الأيّام المقبلة حرص النّاس بمختلف آرائهم ومراكزهم ومواقعهم على تثبيت تلكم المشاهد ومواصلة تلكم الجلسات وإكثارها وتوسيع نطاقها حتّى لا ينكرها منكر أو يستغربها قاطع أرحام أو يحاصرها بوليس فشل فشلا ذريعا في محاصرة الجريمة أو مراقبة المجرمين ومنع إفسادهم في الأرض... وضمن الحضور الذي استقبل الشيخ رجل سبق بآرائه النّاضجة أسمار العودة والزيارة، لمّا أعلن منذ سنوات استعداد الرّجال الأسوياء للعفو القلبي مقابل العفو التشريعي... وخارج الحضور أناس لم يُذكِ الخلاف بينهم إلّا حرصُ السلطات التونسية على عدم خدمة مصالح التونسيين بما يوفّر توادّهم وتراحمهم!... عبدالحميد العدّاسي 15 مايو 2010