بمناسبة ذكرى تأسيس حركة الاتّجاه الإسلامي(النّهضة) أخطّ هذه السّطور إلى عميد السّجناء التّونسيين فكّ اللّه أسره وإلى كلّ الصّامدين في وطني الجريح والثّابتين في غربتهم إليهم جميعا الزّيتون لا يموت
تمرّ السِّنونَ وتأتي سنونْ وتمضي قرون لتأتي قرونْ وأنتِ كما أنتِ مُخضرّة في جميع الفصول ولا تذبلينْ وأصلك باقٍ وجِذرُكِ باقٍ بِرَغْمِ الأعاصير في كلّ حينْ أتوْا بالفؤُوس وقالوا اقْطعوها فقد سوّستْ مع مرّ السّنينْ ومرّتْ فؤُوس وجاءتْ فؤوسٌ وهم جِذعَها قد مضوْا يقطعونْ ولكنّها كلَّ قطْعٍ يَزيدُ التّجَذُّرُ فيهاوتحيى الغُصُونْ فكمْ حاولتْ قطْعها منْ فؤُوسٍ فلمْ تجْنِ غير البِلى والمَنُونْ وزاد التّجَذُّرُ في كلّ قطْعٍ وزادَ التّفرُّعُ في العالمينْ رموْها بعُقْمٍ وعجْزٍ وموتٍ وحلّ العقيم طلاق مُبِينْ كلام غريبٌ ولا يستقيم فأينَ المحبّةُ أيْن الحنينْ أتتْرُكُ أُمّا وقدْ أنشأتكَ بحبْل الإله القويم المتينْ ومنها تزوّدْتَ خيرا وسِرْتَ علي الدّرْبِ درْبِ الألى الصّالحينْ وترجو لك العيش فيها وأنتَ تُريد لها الوأد في كلّ حين لَعَمْرُكَ هذا عقوقٌ صريح وإثْمٌ عظيم وفعلٌ مُشينْ فعندَ الشّدائد يبقى الرّجال على العهد دوما ولا يتْعبُون