كشفت مصادر سورية مطلعة في العاصمة دمشق أنّ الرئيس السوري الذي طار إلى تركيا أمس الاثنين حمل معه مجموعة أفكار سياسية للتحرك إقليميًا ودوليًا بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ حوالي أربع سنوات. ورجحت المصادر التي تحدثت ل'القدس العربي' أن يكون الأسد قد توجه إلى إسطنبول بحزمة من النقاط الدبلوماسية الإجرائية الجديدة على الأرض والتي تبلورت مؤخرًا لدى القيادة السورية بخصوص جهود دبلوماسية تركية سورية قد يضاف إليها الجهد القطري تصب في خانة سعي قيادات هذه الدول لفتح ثغرة ملموسة في الحصار الإسرائيلي على غزة. المصادر ذاتها التي لم تدخل في تفاصيل التحرك السياسي المتوقع شددت على أنّ الرئيس السوري يسعى لاستغلال الظرف الدولي الحالي والاستفادة منه بالتنسيق مع القيادة التركية المعنية بملف غزة لا سيما والحديث لذات المصادر أنّ هذا التوقيت قد يكون وفق الرؤية السورية هو الأنسب مع بروز مواقف دولية أوروبية وأمريكية لإنهاء أو تخفيف الحصار عن غزة ومبادرات من دول لم تكن تأتي على ذكر الحصار أو كسره كفرنسا مع قناعة تتقاسمها دمشق وأنقرة بأن تحركًا مدروسًا تسير به الدبلوماسيتان السورية والتركية يمكن أن يأتي بثمار واقعية تقلب المعادلة وتضع حدًا لعزلة غزة أو تفتح ثغرة في جدار حصارها في الحد الأدنى، إضافة لتأكيد الدعم والتقدير السوريين للموقف والتضحيات التركية التي قدمت من أجل غزة المحاصرة. من جهته أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين في إسطنبول أنّ تركيا مستعدة لأداء دور نشط للتوصل إلى مصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين. وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس السوري بشار الأسد 'اعتقد أنّنا نستطيع التوصل إلى السلام. ولكن من أجل ذلك، لا بد من أن يؤيد كل الأطراف السلام. على حماس أن تدعم السلام وعلى فتح أن تدعم السلام'. وأضاف أن 'المسؤولين في حماس يعطوننا التفويض الضروري في هذه القضية ويقولون لنا أنّهم يريدون حل المشكلة. سنجري قريبا محادثات مع فتح لنرى ما إذا كنا نستطيع الحصول على المقاربة نفسها'. وشدد أردوغان على ضرورة عدم نبذ حماس، التي تعتبرها بلدان عدة منظمة إرهابية. وتابع 'القول إنّ فتح هي منظمة يمكن التفاوض معها وإنّ حماس منظمة إرهابية خطأ كبير'. من جهته أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين أنّه سيرسل وفدا إلى غزة لإجراء مفاوضات للمصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد الهجوم الإسرائيلي الدامي الاثنين الماضي على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى غزة. وقال عباس لتلفزيون 'ان تي في' التركي في إسطنبول حيث يشارك في منتدى للتعاون الآسيوي 'إنّ أفضل سبيل للرد (على الهجوم) هو إجراء مصالحة بين الفصائل الفلسطينية ومقاومة إسرائيل يدا بيد'. وأضاف 'شكلنا وفدا يضم مسؤولين فلسطينيين سيزور غزة لإقناع حماس (بضرورة) المصالحة'. وتابع رئيس السلطة الفلسطينية إنّ الشرط الوحيد للمصالحة هو قبول حماس خطة اقترحتها مصر العام الماضي تدعو حركتي حماس وفتح إلى التوصل إلى تفاهم وإجراء انتخابات. وقال عباس أيضا 'أعتقد وآمل بأن نحقق ذلك هذه المرة'. إلى ذلك رأى نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق اللواء في الاحتياط عوزي ديان إنه في حال جاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على متن بارجة حربية تركية إلى قطاع غزة، فإنه يجب التعامل مع ذلك على أنه إعلان حرب. وقال ديان لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين 'إذا جاء مع بوارج حربية تركية فهذا إعلان حرب من دون أدنى شك وعلينا أن نضع خطا واضحا والقول مسبقا أنّ من يتجاوز (من البوارج) هذا الخط لن تتم السيطرة عليها وإنما سيتم إغراقها'. من جانبه حاول رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء في الاحتياط عاموس غلعاد تخفيف وقع أقوال ديان. وقال غلعاد إنه 'في فترات الأزمات بالذات، نحن مطالبون بترجيح الرأي وعدم وصف رئيس حكومة منتخب بأنه إرهابي'. ورفض غلعاد التطرق إلى تقرير نشرته صحيفة 'صندي تايمز' البريطانية أمس حول تخوف إسرائيل من إغلاق محطة استخبارات إسرائيلية في الأراضي التركية لكنه شدد على أنّ 'قدراتنا الاستخباراتية بكل ما يتعلق بما يحدث في الشرق لم تتضرر'.