غزة- وسط صيحات أهازيج الفرح وزغاريد الانتظار توافد مئات المواطنين الفلسطينيين نحو معبرَي بيت حانون (شمال قطاع غزة) وعوفر (قرب رام الله)؛ لاستقبال الأسيرات المحررات اللواتي تم الإفراج عنهنّ في صفقة "شريط شاليط". وقد أفرجت السلطات الإسرائيلية ظهر اليوم الجمعة عن تسع عشرة أسيرة فلسطينية 18 منهن من الضفة الغربية وواحدة وابنها من قطاع غزة بعد التأكد من صحة الشريط المصور للجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في اتفاق أبرمه الوسيط الألماني بمشاركة مصرية. وأشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أنه سيتم الإفراج عن الأسيرة روضة حبيب من قطاع غزة يوم الأحد القادم (رقم عشرون في الصفقة) لاستكمال صفقة الحرائر أو صفقة تبادل الأسيرات بشريط مصور للجندي الأسير. وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت أمس الأول عن أسيرة كانت مدرجة ضمن قائمة أسيرات الصفقة بعد مرافعة المحامين عنها وتبرئتها، ووضع اسم الأسيرة من غزة (روضة حبيب) بديلا عنها. والأسيرات ال20 هم خمس من حركة فتح وأربع من حركة حماس، وثلاث من حركة الجهاد الإسلامي، وواحدة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وسبع أسيرات مستقلات، بحسب مصادر فلسطينية لإسلام أون لاين.نت. وأعطى المفاوض الإسرائيلي في صفقة تبادل الأسرى حجاي هداس أوامره بإطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات اللواتي احتجزن في معتقل عوفر الإسرائيلي قرب رام الله بعد تأكده من سلامة الجندي الإسرائيلي الذي ظهر في الشريط. ونقل هداس الشريط المصور الذي يظهر فيه شاليط إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك. ومن المتوقع وصول طائرة إسرائيلية على متنها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى منزل عائلة شاليط الذي يحتشد فيه مئات الإسرائيليين الذي ينتظرون مشاهدة فيديو الجندي الأسير. شاليط بصحة جيدة ومن جانبها قالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ظهر بصحة جيدة في الشريط المصور الذي فاق التصورات، حيث إن مدته أكثر من دقيقتين. وحسب القناة يظهر الجندي جلعاد شاليط بلباس عسكري ويحمل صحيفة فلسطين المحلية صدرت بتاريخ 14 سبتمبر الماضي (كدلالة على بقائه حيا) ويوجه رسالة إلى عائلته. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الجندي الإسرائيلي الأسير يظهر بصحة جيدة للغاية ومتماسك ثم يتحدث بصورة ثابتة وجيدة ووجهه موجه نحو الكاميرا. وتتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلي حول إمكانية ضئيلة لنشر تفاصيل الشريط وبثه، فيما لم تبد عائلة الجندي أي اعتراض على نشر الشريط حتى الآن. وجابت أسيرات الضفة شوارع رام الله حيث كان في استقبالهن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفود رسمية وشعبية، وذهبن بعدها لزيارة ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات. فيما وصلت الأسيرة فاطمة الزق وابنها إلى مقر مجلس الوزراء في حكومة غزة وتم استقبالها رسميا من قبل رئيس الحكومة إسماعيل هنية والوزراء وأعضاء التشريعي وقيادات حركة حماس والفصائل في غزة. وفي كلمة له وصف رئيس الحكومة الفلسطينيةبغزة إسماعيل هنية خروج ال"20 أسيرة" من سجون الاحتلال ب"صفقة الأحرار" وأن الصفقة مقدمة لعرس وطني كبير يخرج فيه آلاف الأسرى. وقال: "على المجتمع الدولي أن يدرك أنه لا زال هناك 11 ألف أسير وأسيرة فلسطينيين في سجون الاحتلال، والغريب أن كل العالم مهتم بجندي إسرائيلي واحد". وأوضح هنية أن الحكومة سعت جاهدة لعدم التفريق بين الأسرى وانتماءاتهم السياسية، وأضاف: "الإفراج عن الأسرى واجبٌ وطني وليس خاصا لحركة حماس". ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن يكون الإفراج عن الأسيرات خطوة نحو الأمام تجاه المصالحة الوطنية وإتمام صفقة الأسرى كاملةً واستعادة زمام المبادرة للتفرغ لقضية القدسالمحتلة والمسجد الأقصى واللاجئين. الحج.. هدية الأسيرة وأهدى هنية الأسيرة المحررة فاطمة الزق وهو يحتضن الطفل يوسف ابنها منحة لأداء فريضة الحج. وبكلماتٍ مقتضبة عبرت حروفها عن ألم ما عانت داخل سجون الاحتلال وجهت الأسيرة المحررة فاطمة الزق التحية لفصائل المقاومة التي ساهمت بالإفراج عنها هي و19 أسيرة. وقالت الزق: "أوجه التحية والشكر لكل من بذل جهدا للإفراج عنا وأشكر الله قبل كل شيء الذي منّ علينا بالفرج، لكنها فرحة منقوصة لأنني تركت أخوات عزيزات على قلبي وستبقى فرحتي منقوصة حتى تبييض السجون من لأسرى". وتمنت الأسيرة المحررة الإفراج عن جميع الأسرى، خاصة الأسرى العرب وأصحاب المحكوميات العالية. ونقلت جميع الأسيرات المفرج عنهن اليوم رسالة من داخل السجون أكدن فيها أن الأسيرات يدعون المقاومة للتمسك بشروطها من أجل استكمال صفقة التبادل، وأن تنعم كل الأسيرات بالحرية. عزيزي الزائر، اضغط هنا للمشاركة في النقاش حول هذا العرس، وأرسل تهنئة للأسيرات المحررات